طشّاري > مراجعات رواية طشّاري > مراجعة Ayman Gomaa

طشّاري - إنعام كجه جي
تحميل الكتاب

طشّاري

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

الوطن ألا يحدث ذلك كله قالها غسان قديمًا و مزجتها أنعام فى حكاية فى قلب وردية التي كانت كالوطن المكسور الذي يعاني لكن لا يزال فى قلبها جذور ترسخ و تنمو لتنشر الحب و الإنسانية و لم تعلم ان حياتها كطبيبة التي لم تختارها ستكون هى حياتها التي تدخل الدفء الى قلبها و لم تعلم ان الديوانية المكان الذي جاء فيه تكليفها بالعمل به هو من سيكون مسقط روحها و فؤادها .

العراق بمآسيها الاخيرة حتي من قبل الغزو كانت هى رمز للحزن الذي يصيب قلوبنا مع فلسطين الدامية .. شعب على مدار سنين طويلة عاني الآمرين من ديكتاتورية و غزو و حروب طائفية و شعب اصبح بداخلها شعوب متفرقة كالقبائل فى الجاهلية و كلها كان طريقها العنف لفرض سيطرتها و أيدلوجيتها المنحرفة و تركت ورائها ألاف الضحايا فى الشوارع لم يكن يطلبوا إلا راحة و مسكن فى هدوء .

" هم فائضون في هذه الدنيا. مسجّلون في خانة الزوال. لا أحد يـهتـمّ لـمصائرهم ولا يقلقه أنـهم يخبطون في الظلام."

طشّاري أسم الرواية لم يكن له معني قبل قرائتي لهذا العمل و بعد ما عرفت معناه أصبح الاسم عالم فى ذهني لمدلولته القوية على أحداث شعب تفرقوا فى الارجاء و توزعوا فى كل الاتجاهات للبحث عن سماء صافية آمنه تحميهم من التطرف و حروب بدأت فى عبث أطلق سهامه كالفطر تخلل العقول فأصبحت بليدة حيوانية فقدت إنسانيتها و تغلب الجانب الحيواني فما فعلوه بأنفسهم لم يفعلوه الغزاه بهم .

" ترفع الثورات شهداءها وتـخسف بخونتـها ولا تبقي ولا تذرّ. ثم تدور العجلة وتنقلب الـمرحلة فيصير الخائن شهيدًا ويذهب الشهيد إلـى طاحونة الصور."

رواية مبنية على الذكريات عن عائلة وردية الذين تفرقوا فى البلاد بعدما كانوا كالجسد الواحد و معها نري حكايات شعب كان بكل طوائفه كالعضد المتين لا تقدر على كسرهم كانوا مسلمين مسيحين اكراد بكل طوائفهم إخوة عائلة واحدة حتي تطايروا مثل الطلقة فى كل الاتجاهات و أصبحت محاولة إسكندر حفيد وردية لانشاء مقبرة إلكترونية تحمع الاحباب و العائلة اخر مسمار فى نعشهم كلاجئين بلا وطن أصبح برائحة الموت .

أحببت الرواية و استمتعت بها على الرغم من تداخل الشخصيات مع بعضها الذي افقد تركيزي أحيانًا و اصابني بالتشتت .. أحببت وردية التي ذكرتني يشخصية ذات فى رائعة صنع الله ابراهيم و احببت مغامرة هندة فى مغامرتها الشاقة فى كندا .. فى المجمل تجربة اولي غنية و لقاء انتظرته كثيرًا مع الكاتبة أنعام كجه جي .

" إنّ خروجنا من بين قَوْسي الوطن قد وضعنا في خانتين متعاكستين من العقوق. لـم أكن بارّة بـه لأنني أفلتّ من فكّيـه الـمفترسين، باكرًا، ومضيت بدون رجعة. وكان الوطن عاقًّا بـها، نبذها وهي في آخر العمر ولـم يشملها بخيمة حمايتـه. "

مهما أجبرتك الظروف لتكون لاجئ فى أوروبيا او امريكا الشمالية فى مكان يمنحك الأمان و الحياة لكن لا شيء كالوطن مهما قسي عليك، تتمني الرجوع له يوميًا لتكمل ما تبقي من عمرك هناك .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق