المكتبة المظلمة > مراجعات رواية المكتبة المظلمة > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

المكتبة المظلمة - سيريل مارتينيز, وليد بن أحمد
تحميل الكتاب

المكتبة المظلمة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"صرنا اليوم في حاجة إلى مكتبة تتفاعل معنا، وتفسح لنا المجال لاكتساب المعرفة واللهو والعمل على حد سواء، مكتبة تُمكننا من الالتصاق بحاضرنا، فلا نضيع هذه الفرصة الرائعة لنطور من أنفسنا، ونستغل عروض الشغل التي تناسبنا. نحتاج إلى مكتبة تمكننا من إثراء قدراتنا الفكرية."

قام الكاتب الفرنسي "سيريل مارتينيز" بخداع جميع القراء عندما قال أن النوع الأدبي لهذا الكتاب هو رواية، ولكنه في الحقيقة يصلح لأن يكون كتاب أفكار دسم، عن القراءة، والمكتبة، والقراء، والأدب، بالإضافة إلى تنبؤات سودواية مُظلمة عما تتجه إليه القراءة، فإطلاقه على كتابه رواية هي خدعة من النوع الجيد، والتي ستُفهم بشكل أكبر لماذا هي جيدة عندما تقرأ الكتاب؛ فهناك أحد الفقرات التي شرحت تلك الخدعة بذكاء ماكر، وسخرية كبيرة.

يُناقش "سيريل" المصير الذي أصبحت تتشكل حوله فعل القراءة، وذلك الاتجاه الذي نسلكه بسرعة الضوء نحو الاستغناء عن الكتاب الورقي، وتبديله بكتاب إلكتروني، سخر وانتقد من الطرق الحديثة العديدة التي أصبحت تنتهج كل شيء ليجعل الكتاب الورقي من العصور البائدة، سخر من القراء الذين تؤجرهم المكتبة ليقرأوا، تحت مسمى القراء المُتعاقدين، الذي يأخذون أموالاً مقابل القراءة وتلخيص ما قرأوه؛ والذين بمجرد أن يخرجوا من المكتبة ينسوا كل ما قرأوه وكأنه سراباً.

رغم أنني قُلت أن هذا الكتاب ليس رواية بمفهوم الرواية، ولكن ذلك لا يمنع أن النهاية الكابوسية التي مُهد لها جيداً من بداية الأحداث، ستكون كابوساً علينا كقراء لو حدثت، فهذا الكتاب يُعد صرخة في وجه ما يجعل الكتب الورقية تختفي، تلك التسهيلات التي أصبحت عليها عملية القراءة فيندثر الفعل نفسه، إلا تلخيصات وأفكاراً، أو مصادر على شبكة الإنترنت، وتُحول انتماء القراء إلى ثقافة زائفة، وتجعل المكتبات مُظلمة ومُقفرة ولا يوجد بها أي رواد، فتُغلق المكتبات تبعاً لاندثار الكتاب الورقي.

الرواية على الرغم من قصرها، فسردها المكثف والواثق والساخر سيجعلك تتعلق بكلماتها، وتظل نهايتها كابوساً جاثماً تخاف أن نتحول إليه في أحد الأيام.

بكل تأكيد يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق