أتبعكِ إلى العتمة > مراجعات رواية أتبعكِ إلى العتمة > مراجعة Mohamed Osama

أتبعكِ إلى العتمة - فائقة قنفالي
تحميل الكتاب

أتبعكِ إلى العتمة

تأليف (تأليف) 3.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

#ريفيوهات

"أتبعكِ إلى العتمة... بين إشكاليتين، ومحنة دوار الشمس "

"وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي

كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائِي

وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعاً

بِسَنَى الشُّعَاعِ الْغَارِبِ المُتَرَائِي

وَالشَّمْسُ فِي شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ

فَوْقَ الْعَقِيقِ عَلى ذُرىً سَوْدَاءِ

مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّراً

وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ

فَكَأَنَّ آخِرَ دَمْعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ

مُزِجَتْ بِآخِرِ أَدْمُعِي لِرِثَائِي"

-خليل مطران

-- رقعة النفوس المتعبة

-من هذه الأبيات نرى طبيعة تستحق التأمل، وهي عن علاقة الإنسان وبيئته. قوامها- الواضح من خلال الأبيات مزيج يتمم إحدى طرفيه الآخر، الإنسان بمشاعره المختلطة، والعصية على أن يفهمها صاحبها أصلا- كأنها روح هائمة في متاهة متسعة- والبيئة كأنها ورقة بيضاء تشتاق لمن يفك لغزها المطوي في غطاء العادة كسريان الجدول أو مشهد الغروب، ومنه تتلون البيئة بلون فريد مكتسبة -من روح صاحب المشاعر - حيوية ولسانا لما عجز الكلام عنه.

-لكن دعوني أطرح سؤالا، هل من الممكن أن تكبر تلك العلاقة فيشكل أحدهما الآخر؟ أو ببساطة ممكن أن تشكل الطبيعة بمشاهدها المتعددة ذات الألوان السخية فردا يحمل من تقلباتها "شروق وغروب، أو شمس وغيم" وأضدادها، ليعكسها أمامنا "كلوحات فان جوخ مثلا"؟

-الإجابة هنا مشوشة بأمزجة كثيرة، نراها في شخصية "شمس" بطلة تلك الرواية والتي رأت نفسها -كما رآها أبيها- كزهرة عباد الشمس، وحدة وحدها رغم هشاشتها "لو سلمنا أن الأصوات في أذن شمس عالمها الخاص" خرجت من عتمتها متشكلة مثل قريناتها الأزهار "في العادات كالتصفيح مثلا" ومن ثم تحاول بعودها الهش تتبع الضوء والأمل بخليط من اللهفة والخوف "كما رأته شمس من الأب للسيدة العجوز إلى جنينها"، سرعان ما تعود إلى عتمتها الخاصة بما فيها من حزن وألم "في حديثها عن الألوان خاصة الرمادي والأسود والأحمر"، وتتعدد خيانات الذاكرة وألمها أمامها فتحتملها كشوك الورد حينا، وتعبر عنها حينا أخرى إن كانت سوسة تنخر في أصلها.

ملاحظة : ولعل هذا هو مفتاح لإشكالية بسيطة، رأيتها من خلال تعليقات البعض حول نص "عزيزي الله" باعتباره غير لائق، لكنه من خلال ما عانته شمس من تضارب بين مشاعر ونقائضها، وما رأته من أعباء كثيرة "تبدأ بأمل الأم في أن تكون ذكرا ينجيها من القسوة -والتي تنعكس عليها مع جنينها- ويأسها بعد ذلك، وأيضا حسرة الأب على وجودها بين ذئاب متعددة" تزداد فيها إيقاع المشاعر وكذلك خط الزمن وترتيب الأحداث "ما بين ٢ إلى ٠"، كان حديثها مع الإله ليس إنكارا أو جحودا، أو حتى عتابا، بل هو فيض ما بداخلها حين وجدت أن الطبيعة لا تقدر على حمل عبئها، حتى تستطيع العبور بسلام لما تراه ربيعا مخلصا لآمالها، مثل فيرجينيا وولف وأحجارها التي أثقلتها.

--حيط وخيط "مزيج مرهق"

-يأتي ذكر سيدي عبد القادر الجيلاني والأولياء عموما في تلك الرواية -والتي انعكست على شخصية شمس- بوابة لصراع المادة والروح، أو بشكل أدق علاقة الجسد وروحه "والتي تظهر جلية في شهوة الك.لب أو الذئب وصراعها مع وفائه" ويظهر منها سعي كل منهما للاتحاد والتمازج "كفكرة شمس عن العلاقة الحميمية بوصفها كلوحة" أو على الأقل التناسق والتفهم "كمعاناة الشاب في هويته الجسدية"، وفي كل حركة حرة منطلقة على مد البصر لا ترى للقيود مكانا.

❞ ماذا يفعل عصفورٌ حُرٌّ بلا جناحَيْن؟ أو عصفور بجناحَيْن داخل القفص؟ يُطبق حزن خفيٌّ وجارف على روحي، ولا يريد أن يتركَها، إنّه التَّملُّك … الناس العاديون، يا فرجينيا، تتملَّكهم أرواح شرِّيرة أو شياطين، وأنا يتملَّكني الحزن. ❝

‏- إلا أن الواقع الممتلئ بالمراوغات والخديعة أمام شمس، يضعف إحدى المكونين، وفي الأغلب يكسر سطوة الروح وحركتها "أنا حيط وانت خيط" ويجمد النفس عند عتبة اللحظة "في تحذير الأم من النسيان"، فلا تستطيع الامتزاج والتحليق حين يراد لها ذلك"وعليه كانت ترى هي وصديقتها الأفق مربعا"

- وهنا إشارة لإشكالية أخرى نراها بوضوح في الغلاف، فما تعبر عنه شمس من خلال تلك الأجزاء دون تكملة بأن العادة هدمت بنيانها واعتبرتها فريسة مستباحة فأسرتها في عتمتها الخاصة، وأيضا توقها لروحها "أو فانوس عتمتها" الذي يجعلها كاملة أو يجعل لبقاءها معنى "كوجود أيوب"، تتقاسم في حيرتها سؤال الشاب الحائر "فما معنى أن تكون موجودا إن لم تكن عاشقا؟"

الخلاصة: من خلال قراءتي السريعة للعمل أعجبني جدا، ولفت انتباهي التمازج بين العادات والشعور بشكل قوي، وكذلك طبيعة شخصية الطبيب النفسي بتفاصيله ولو أنها خفتت فجأة بتتابع الأحداث، يحتاج العمل فعلا قراءة ثانية متأنية

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
2 تعليقات