الكتاب: و أنت السبب يابا ( الفاجومي و أنا)

الكاتبة: نوارة نجم

دار النشر: دار الكرمة

عدد الصفحات: ٣١٢

التقييم: ٥/٥

( الإنسان في حد ذاته؛ فردًا كان أو مجموعة ، مخلوق جميل ، مكافح ، معذب ، متفرد)

من صفحات الكتاب الأولى أصبت بقشعريرة الشجن تجاه قصة ابنه مع أبيها المشهور المعروف ذو التاريخ الذي يجب أن يروى ولكنه فقط أبوها.

لغتها تقول لك أنا صديقة أريد أن احكي فاسمعني و طبطب علي ، أحببتها فقد رأيتها نسخة أبيها الفاجومي الذي نحبه لأنه فقط فاجومي حسب تعبيره لازع في نقده لا يخاف الكلمة و كذلك كانت ابنته.

من أكثر الكتب التي توقفت كثيرا بين فصولها لامسك قلبي الذي رجف من كم الرقة التي لم أكن أتخيلها في تلك العلاقة، فعلى الرغم من الصلابة التي يوحي بها الطرفان إلا أنهما يمثلان علاقة الأب وابنته بشكل قوي يحرك المشاعر و يشعرك بالإنسانية.

ظروفهم لم تكن طبيعية بالنسبة لما اعتدنا عليه في الأسرة التقليدية لكن في كل المواقف المحكية و ما بين السطور والنظرات يعلمك أن علاقتهم كانت اسمى من علاقات تقليدية كثيرة في البيوت المغلقة.

خفة ظلها عبقرية ممتعة أن لا تضحك أو تبتسم فقط بل تقف لتصفق لها كيف تأتيك هذه الأفكار بكل هذه السهولة.

يقف الكثير من القراء خلف حائط يمنعهم من الاستمتاع بتجربة هذة القراءة لخلفيتهم المعرفية عن الكاتبة، و لكن لو نحينا كل أحكامنا المسبقة ، و حقوقنا الزائفة في تقييم الآخرين لقرأنا تجربة إنسانية تتلاقى بعض سطورها أو الكثير منها مع مسارنا في الحياة.

نكهت الكتاب بصور شخصية، المزج بين العامية والفصحى، و قصائد أبيها.

وفي النهاية الشكر كل الشكر لتلك الأم العظيمة ( صافي ناز كاظم).