"الاعترافات الصادمة لا يُفترض بها أن تُهدر بأولى الكلمات. يلزم أن تصير مثل حجارة النَّرد، تتراقص في بطن الكف دون أن يبدو منها شيئ غير قرقعة الارتطام قبل أن يُلقى بها على الأرض، ليُكشف الرقم المختبئ فيها ما إن تفارقها الحركة وتخمد." - ليلة واحدة تكفي للأردني قاسم توفيق 🇯🇴
دخلت هذه الرواية في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية للعام الحالي، والحق أنها رواية حمّلها الكاتب إرهاصاته وحيرته إزاء هشاشة الظرف الإنساني في هيئة قضايا وجودية تتعلق بالمصير (وإمكانية صناعته) وجدوى التماهي مع مجتمعات لا تدرك من الحقيقة سوى ما يناسبها ولا من الأخلاق إلا ما يتفق مع قناعاتها.
تدور أحداث الرواية على خلفية قصف الطيران الإسرائيلي للعاصمة الأردنية عمّان أثناء نكسة ١٩٦٧، حيث تضطر ممرضة شابة للبقاء داخل بار اعتادت ارتياده إلى أن تنتهي الغارات الجوية، وذلك بصحبة النادل قليل الكلام الذي لا تعرف عن حياته شيئًا. وبدافع من التوتر والفضول، تضغط على الرجل كي يفصح عن تفاصيل حياته، والتي تجبرها على اجترار إحباطاتها، وتهافت قناعاتها عن الحياة.
ادَّخر قاسم توفيق أفضل ما في روايته لنهايتها، والتي لا تخلو من مفاجأة أعدّ لها جيداً، كما أن صياغته لبطلي الرواية نموذجية بحق، إذ أظهر ما أراد وقتما أرتد بتسلسل يخدم انسياب القَصّ وتداعي الأفكار التي ضمّنها هذا العمل. رواية ممتازة.
#Camel_bookreviews