بيت خالتي > مراجعات رواية بيت خالتي > مراجعة Chemseddine Saadllah

بيت خالتي - أحمد خيري العمري
تحميل الكتاب

بيت خالتي

تأليف (تأليف) 4.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

منذ قرائتي لكتاب "سيرة خليفة قادم" .. ورُؤيتي للتغيير الكبير الذي أحدثه على نمط تفكيري ورُؤيتي للأمور في حياتي ..

أصبحت متيقنا أن أي كتاب أطالعه لهذا المُفكر .. سيجعلني أستكشف عوالم أخرى داخل عقلي النقدي .. أو بالأحرى ما يُشبه "استغلال مساحات غير مُستغلة" كانت موجودة بالأساس .. لكنها بحاجة الى تحفيز أو "صدمة" من نوعٍ ما حتى تُستعمل .. وهذا ما يبرع به هذا الكاتب ..

كُنت على علم مُسبق بأن الرواية تتحدث عن "الأزمة السورية" وكُنت أعرف أيضا نظرة الدكتور للقضية من الأساس .. لكنني وبمجرد شُروعي في القراءة غمرتني السعادة لكون شخصية "يزن" الذي يروي الرواية ، هي الشخصية التي تمثلني ليس فقط أكاديميا .. ولكن من ناحية الشخصية .. نمط التفكير .. ونشترك أيضا وهذا المهم .. بكوننا " رَماديَين " (حياديين) ..

وهذه كانت الضربة الأولى من الدكتور  على حُكمي المسبق على الرواية ..

فهمت من البداية أن الرواية لم تكن موجهة لشبيحة النظام .. ولا حتى لمؤيدي الثورة ..

الرواية "صُنعت" من أجل من يقبعون في المُنتصف .. مثل "يزن" .. مثلي .. ومثل الكثيرون في الوطن العربي ..

في الحقيقة كنت أشاهد دوما البراميل المتفجرة تسقط على الرُضع والعجائز في القرى والمُدن السورية .. لكنني بالمقابل كنت أشاهد تبعات "اسقاط الأنظمة" أو ضعفها من حولي .. وربما كوني جزائري .. فنحن نملك هنا عشر سنوات مُشابهة في الاجرام والدمار لما حدث في أغلب الدول العربية .. ربما تختلف الأسباب والتفاصيل .. لكن الاجرام والدمار نفسه مع تفاوت بسيط .. وهذا في تسعينيات القرن الماضي ..

وصف الدكتور لمشاعر شخصية "يزن" كانت متقنة وعميقة لأبعد الحدود .. في كل وصف وتشريح لمشاعر "الغيرة .. الغضب .. الحُزن .. والحُب أيضا" كنت أستحضر مواقف مشابهة عشتها ومازلت في حياتي اليومية ..

وصفه للعادات والتقاليد الشامية كان عزاء جميل بحيث يستحضر القارئ السوري بالخصوص بعض من ذكرياته الجميلة وسط كومة الخراب التي تحاصره ..

مشاكل الطبقية والاقصاء التي تعاني منها جل دولنا للأسف كانت حاضرة في المشهد .. والاستعانة بدراسات وأبحاث أكاديمية لتدعيم وجهة النظر كانت فكرة جيدة ..

فكرة "المشاهد المُصورة" وحكايات المعتقلين احتوت على كميات ضخمة وشحنات مضاعفة من المعاناة وشعور القهر والحزن وكل ما قاساه كل سوري .. ثورجيا كان أو "رَماديا" ..

مشاهد التعذيب وأساليبه الوحشية .. من "كراسي ألمانية" .. خازوق .. ضرب .. سب للذات الالهية .. مرورا بالأخضر الابراهيمي (فرحت عندما علمت أن لا دخل له بالعصى المستعملة .. الأرجح لأننا نتشارك نفس الوطن .. لا القيم أكيد)

كل هذا في كوم ..

والاغتصاب المُمنهج في كوم آخر تماما ..

الاحساس البشع الذي انتابني وانتاب كل قارئ وهو يحاول تخيل تلك المشاهد والتفاصيل المروية كان مهولا بشكل لا يوصف .. أثناء قرائتي لمشهد "لولا الآغا" وضعت نفسي مكان زوجها الذي شاهد وهو مكسور كل ما حدث لزوجته .. حاولت أن أشاهد المنظر من خلال "عينيه" .. لم أستطع مواصلة القراءة في تلك اللحظة ..

والصدمة الأكبر كانت بما حدث في آخر الرواية والتفاصيل المخفية لأحد العناصر الرئيسية في الرواية ..

النهاية التي انتهت بها الرواية كانت هدية من الكاتب لقرائه بصراحة .. أي نهاية غير تلك .. كانت ستضاعف من المشاعر السلبية للقارئ بالتأكيد .. ربما كان الواقع مغايرا وأكثر ظُلمة .. ربما كانت نهاية قصة "يزن" مجرد "تمنّي" من الكاتب لا أكثر ..

في النهاية ، لا أجد نفسي الا مغمورا بمشاعر الاشمئزاز واللوم وجلد لذاتي  على كوني "رَماديا" (استفزتني بشدة هذه الكلمة) قبل شروعي في قراءة "بيت خالتي" ..

كنت أبدي تعاطفا مضاعفا عند مشاهدتي للاجئين السوريين على قلتهم في بلدي الجزائر .. النساء وأطفالهم في منتصف الطرقات .. العجائز بلافتات تحاولن من خلالها التذكير ولفت الانتباه بأنهن يتشاركن معنا الدم واللغة والدين  ..

كانت هذه من المشاهد المحزنة والمؤلمة حقا ..

الآن ربما يتضاعف هذا الشعور لأنني أنظر لكل سوري مهجر قسرا من بلده على أنه "قصة" يحملها معه أينما حل وارتحل

عزائي الوحيد أن يسقط "الطواغيت" أينما كانو .. وأن ينال الظالم في سوريا جزائه في الدنيا قبل الآخرة ..

ومهما اختلت الموازين وأظهرت الكاميرات والمؤتمرات انتصار الجبابرة .. "فلا غالِب الا الله" .. "والحكاية مبتنتهيش" ❤

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق