ملخص ما سبق > مراجعات كتاب ملخص ما سبق > مراجعة Mohamed Abd ElGawad

ملخص ما سبق - علي قطب
تحميل الكتاب

ملخص ما سبق

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

قرأت مجموعة علي قطب القصصية في ساعة بالضبط، بدون أي تسُرع أو عجلة، وهي مجموعة خفيفة وشديدة الذكاء، يلعب بها علي قطب على وتر استكمال قصصًا شهيرة قرأناها جميعًا لكبار الكتاب، بطريقة واقعية تخلو من المبالغة، مع وضع مُلخص للقصة الأصلية.

الكتاب يخوض بخفة في عدة مسائل تخص فلسفة الكتابة ومغزاها نفسه؛ الأسلوب يمكن أن يكون الكاتب، نعرفه بدون أن يكون من كتب به هو الكاتب الحقيقي: علي كتب هنا بروح نجيب محفوظ ويحيى حقي وتوفيق الحكيم واحسان عبد القدوس وخيري شلبي ويوسف إدريس، تقمص الروح تمامًا، وكتب بالأسلوب نفسه، مع الاحتفاظ بروحه ككاتب أصيل، وهو ما يدعوني إلى التفكير في أن الكاتب كان يريد اللهو الجاد بما يفعله: يمارس سؤالاً مشروعًا حول معنى الأسلوب ككل، وكيف أن الأدب عبارة عن قصة عادية جدًا، يمكن أن نقولها بأساليب مختلفة هي ما تميز الكاتب عن أي شخص يحكي قصة بطريقة عادية. فكرة وضع الملخص، والذي كُتب بطريقة تعريفية صرفة، كأنه ضمن ويكيبيديا، بها نفحة من السخرية السوداء حول مغزى الأدب ككل، فنحن نستطيع تلخيص أي قصة اذا أردنا بطريقة عادية لتفقد معها زخمها الأول: يشبه الأمر خصوصية عملية الخلق أو الطهي، كأننا نتناول اللحم نيئًا بلا مذاق في كلمة ملخص ما سبق، بعدما تناولناه بالبهارات الكافية والفلفل، مشويًا ومحمرًا ومسلوقًا، بالدبس أو زيت الزيتون أو الرُمان، وفي ذلك مدح للكتابة في حد ذاتها، فصنعة الكاتب هي وضع العادي في مصاف الساحر، ووضع روحه في النص، فمثلا، كنت أضحك بالفعل وأنا أقرأ بقية الحب فوق هضبة الهرم، لأن علي قطب قد تمثل شخصية محفوظ بوقفاته الشهيرة وعباراته القصيرة الحارة، وكذا الأمر مع بقية الكتاب، وتخيلت علي نفسه وهو يبتسم بخفة وخبث وهو يعيد صياغة عوالمهم، مع إضافة روحه الخاصة هنا بقدرته على استكمال القصة التي يثير سؤالاً هنا، وهو سؤال ذكي وعميق: لا توجد قصة كاملة، يمكن لأي قصة أن يكون لها نهاية، والنهاية ستكون منطقية جدًا، حتى أنني وجدتها لازمة في القصص الأصلية، وهو ما يعيدنا إلى فكرة العمل كله من وجهه نظري: حلبة صراع بين الكتاب، عبارة عن صراع أساليب، يخلقون به حكايا منقوصة دائمًا وأبدًا، يمكن استكمالها بعد قراءة ملخص ما سبق، والبناء عليها بأسلوبهم كشيء من الاحتفاء بهم، أو بأسلوبنا الخاص اذا أردنا التجديد.

لعب علي قطب هنا بفكرة خلود النص والكاتب على حد سواء، وخلق شموسًا عادت مجددًا كما وضع في عبارة مقتبسة لكاتولوس بمقدمة العمل. تحية واجبة لهذا اللعب الجاد والساحر.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
1 تعليقات