الكتاب رقم 27 لعام 2023

ياسمين العودة

الجزء الأول – ثلاثية الياسمين

خولة حمدي

بعض الأحلام نتمناها وننتظرها بترقب وبنفاذ الصبر. وحين تصبح منا قاب قوسين أو أدني ندفعها بلا ندم، لأننا ارتفعنا بأحلامنا درجة ورفعنا هممنا درجات، فما عادت احلام الماضي تكفينا وترضينا

ندوب روحك هي التي تحتاج إلى التّعافي في أقرب وقت.. أمّا الجسد فسيأخذ ما يأخذه من الزّمن ليفعل.

انتهى الجزء الأول جزء الغربة والسجن والخوف وعشنا ما عشنا مع رنيم وياسمين وتونس وفرنسا لنذهب الى جزء الثاني بأبعاده الأربعة غربة الأجساد وغربة المشاعر وغربة العادات وغربة الفكر من خلال 544 صفحة وإصدار عام 2016.

العائلة:

نحن نعتقد ان العائلة، عادة نعتقد أنها فقط صلة الدم، هي تلك المجموعة من البشر الذين يتشاركون الدم واسم العائلة نفسهما، لكن هي ليست كذلك، قد تشكل عائلة دون أن تشارك أعضائها سوى الأيام (وما تحمله) كما هي عائلة الشقة "٤٠٤"، ياسمين، رنيم، سكينة، رانيا، أثبتن ذلك، هن عائلة الصعاب، السعادة، المشاعر، الأيام، هن عائلة الشقة "٤٠٤" التي وجودها ليس شرطًا لمكنون العائلة. هن عائلة لا تجمعها الجنسية، الدم، الأم والأب، هن عائلة بكل ما للكلمة من معنى حيث أنهن هنا دائمًا لبعضهن، هن هنا وقت الفرح، وقت الألم، وقت الأحزان ووقت الآمال حيث ذهبنا مع سكينة وقصتها والظلم الكبير الذي يواجه أبناء الجاليات العربية من خلال سحبهم من ابويهم لمجرد خطا بسيط ورنيم وقصة حب جديدة ونضالها كمحامية لكن لم يتم ذكر مرضها هنا لننتقل مع ياسمين وزواجها وعادات الزواج العربية والجميلة رانيا ومحاولة نقلد اختها.

ابعاد الرواية

ياسمين العودة هي رواية عن الاغتراب، غربة الأجساد وغربة المشاعر وغربة العادات وغربة الفكر من خلال العلاقات العائلية، الزوجية، الصداقة والحب، القضية، الجهاد، قلة الحيلة وقوة العزيمة.

هي قصة فرنسا وكل العرب المسلمون المتواجدون ومشاكلهم وكيفية اندماجهم داخل المجتمع حيث تنوعت المواضيع والأحداث، تعددت الحكم والدروس. لا بطل لهذه الرواية كل شخصية فيها بطل، لكل واحدٍ منهم حقه بالظهور ومساحته الخاصة ليظهر ياسمين وقصتها والم الفقد ويتم الطفل وهيثم حيث الهدف ولا اعرف ان كانت الخديعة لكن كانت نهايته الموت لنذهب الى رنيم ومجادلات القضاء وسكينة والم الفقد حيث تضيف كل شخصية تجربتها الفريدة بكل ما فيها، هي بكل المعنى حياة، حياة كاملة لشخصياتها ويصعب الخروج منها من غير تعلم شيء جديد، لكن أهم ما تتعلمه أن لكلٍ منا حياته، تجاربه، معاناته الخاصة وأفراحه الخاصة. لكلٍ منا حياته حتى لو تقاطعت حيواتنا خلال العديد من الأحداث. من قرأ "غربة الياسمين" يعرف أنها انتهت بنهاية مفتوحة وشخصيات فاترة أشقاها الألم، هنا في جزئها الثاني، كبرت الشخصيات، أضحت أكثر وعيًا، أكثر عقلانية وأكثر قربًا وبعضها بعدًا. هنا تكتمل القصة، تكتمل قصة كل واحدٍ منهم، تكتمل لما يصل إلى الأفضل، نهاية قد لا تكون متوقعة لكل شخصية لكنها هذه هي الحياة، تصل بنا إلى الأفضل، بطريقة غير متوقعة لأشياء غير متوقعة. الرواية تحمل الكثير من الواقعية، لمستها الحياة إلى أن أضحت أكثر من طبيعية.

وأخيرا: وصفت الكاتبة المشاعر دون المبالغة، أبدعت بوصف الأحداث بعقلانية واضحة لدى الجميع، أبدعت بادخال النصح و الحكم داخل القالب الروائي، و لا أنكر مللي في بعض الأماكن و انزعاجي من بعض الأفكار التي وجدتها تتناقض مع وعي الكاتبة و وعي شخصياتها.