عن الرجال والبنادق هي أقرب لمتتالية قصصية ترسم تسع لوحات، عن المقاومة الفلسطينية، عن الارتباط الضمني بين الرجل وبندقيته، وكيف يرى الفلسطيني المقاومة من صغره، كيف يرى بلده مسلوبة، وببأس الشجعان يُقاوم، ويُقاوم، ولا ييأس، فاليأس مذلة ومهانة، وهذه الصفات غير موجودة في الفلسطيني.

غسان كنفاني كالعادة هو أقرب للواقع من الخيال العاطفي، فلا بأس أن تجد في بعض العمليات المُنفذة فشل ذريع ولا تحقق أهدافها أبداً، ولكن تجد المنفذون فرحون بما قاموا به، على الأقل فقد قاموا بشيئاً ما، وحتى العمليات الناجحة كانت واقعية، فلم يكن هناك مبالغة أو افتعال، الكل موصوف وكأنه لوحة ليوم فلسطيني خالص، من أرض وشعب يحمل بندقيته. ونرى كيف تُرجح الكفة في أحد القصص للمقاومة رغم أنهم لا يملكون شيئاً من تطور أسلحة الكيان المُغتصب، ولكنهم، لا يزالوا، يُسددون، وتُصيب تسديداتهم.

تفاوتت اللوحات، في الحكايات، ولكنها احتوت شخصيات كثيرة، ولم تخلو من عنصر النساء، الذي دائماً ما يكون له دور فعال، حتى لو كان مُستتراً، فقام الكاتب بتسليط الضوء عليه.

ثاني قراءة لغسان كنفاني، بعد أرض البرتقال الحزين، وأظن أنه أكثر الكتاب واقعية في الحديث عن فلسطين.

يُنصح بها.