دكتور ريم بسيوني ليست مجرد كاتبة عادية؛ هي فنانة قبل أي لقب، لا تكتب الكلام بقدر ما ترسم لوحات تلائم جدران القلوب السليمة، فتستقر و تنفلق منها الطمأنينة خضراء يانعة. على عرش الأدب الحديث تربعت ريم بسيوني واثقة تجري من تحتها أنهار البيان فتغترف منه الرحيق كلمات عذبة سائغة، تسر النفس و تسكن القلب العليل. فمن الظلم أن تصنف هذه السيمفونية البديعة على أنها رواية. القارئ المدقق في العبارات سيكتشف أنها قصيدة موزونة من بحر السعادة مقفاة بقافية الجلال و البهاء.

بدأت فيها شخصا و خرجت منها شخصا آخر، تماست الكلمات معي، و لامست ضميري المُروَض فهب في وجهي، و نفذت الكلمات حتى الدرك الأسفل من أعماق قلبي؛ فهاج و ثار عليَّ و سخط على نفسي التي وبختها كلمات ريم بسيوني دون قصد أو بقصد لا يهم، المهم الثورة التي تضج بها جوانبي الآن، و الهتاف الحامي في ميدان رأسي يطالبني بالتوقف عن العبث و سرعة محاسبة النفس حسابا كحساب الملكين و أفظع.

الرواية هذه المرة شئ آخر، كنت أظن أن القطائع قمة هرم الأبداع ليس لدى دكتور ريم فقط بل في أدبنا الحالي، لكن هذه الرواية أنفجر البيان بين دفاتها أعين و جداول، قطعا ريم بسيوني ساحرة تعرف أسرار الحروف و على علم بسحر الكلام، كنت أقرأ و كأنني في حلم، أكاد أقسم أنني ظننت أن أبو العباس ينظر لي موبخا من أعلى لأسفل و هو جالس في الطابق العلوي من فنار الأسكندرية المثمن. من شدة صدق الكلام و صفاء النفس التي خطت هذا الكلام عشت معه و رجعت بالزمن سبعمائة عام حيث كان أحمد المرسي.

الرواية أكبر من تظلم في مراجعة أو أن يخلصها أحد، هي عمل استثنائي سيعيش حتى تنزع الحروف من الأرض.

يبدو أننا لا نعلم الكثير عن دكتور ريم بسيوني، فصاحبة هذه الكلمات لا تعيش معنا في هذا الوحل الذي نال من كل القلوب، و لوث كل السجايا، من لها القدرة على رسم هذه الكلمات بتلك البراعة، ليست إلا صافية القلب نقية النفس لا تشوب سجيتها شائبة.

شكرا لصافية القلب والروح.. من أحد القراء المريدين

Reem Bassiouney

و شكرا لأمي الصادقة التي أؤمن بها و بكل كلامها الأستاذة الفاضلة

Nashwa Hofy

♥️♥️