هناك من يجعل للحياة معنى بأفعال بسيطة لانها تلامس الروح قبل الجسد..
نمضي مع كمال في رحلة حياته البسيطة طفلا يتيماً وشاباً ورجلاً وكهلا..
نشأ الفتى يتيما مع أخته جانيت في كنف والده وزوجة والده.. في الموصل..
"كان أبي واحداً من أولئك الآباء الذين يخلعون معاطف بهجتهم لدى الباب ليبدلوها بجلابيب الوحشة والنفور والغضب. مع أول خطوة داخل المنزل" >> هذه الجملة ذكرتني بشخصية أحمد عبدالجواد بثلاثية نجيب..
عانى كمال الأمرين من والده وزوجته ليهرب منهم إثر حادث لم يكن له يد فيها تاركاً أخته وراءه..
نعيش معه تخبطاته في الحياة وبحثه لملجأ يؤويه في أي مكان ليجد العم خليل الذي وكأنما قيد إليه بهذه المصائب التي تدفعه نحوه ليعيش في كنفه ويمتهن معه مهنة قد شُغف بها عندما كان صغيراً..
نرى هنا ماقد يفعله الجوع والفقر بالناس..
"لن تجد أتباعاً يسهل إخضاعهم كالجياع.. الجوع طريق معبدة نحو عتبات الخضوع"
ووحشية استغلال معاناة الناس من التشرد والحروب والفقر..
"لماذا يمارس العالم لعبة الصمم ريثما تقع الفاجعة؟!"
حجر السعادة... رواية دافئة بألمها..