تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة > مراجعات رواية تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة > مراجعة Mohammed Makram

تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة - شادي لويس
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

في البدء كانت كلمة الرب الإله

روح بجناحين شطار،وصار للكون مداه.

آخر مطافها، جت وحطت ع الشفاه،

لما البشر ملكوا الوجود، واستحكموا..

فاتكلموا

هكذا قال صلاح جاهين

يوم واحد في حياة الطفل شريف يرسمه شادي لويس ببراعة. ليس بغرض التسلية و ازجاء الوقت فقط و لكن لإثارة التساؤل الأزلي: ماذا أراد الرب بكلمته؟ و لماذا إذن كل هذا الشقاء و الظلم و التمييز؟

ينشأ الطفل بين أم أنكرت بل استكترت على نفسها كل متع الحياة و ارتضت بالعيش و لو بالمهانة و القهر

❞ لم تكن تحب الحاجات المسكرة، بتموع نفسها كما كانت تقول، ولا الطعم المزز، حتى إنها كانت تهز قزازة الحاجة الساقعة، قبل أن تشربها، وتنتظر قليلًا حتى تفرغ فقاعات الغاز على السطح، بدغدغة انفجارات صغيرة، تفقد معها مذاقها الكربوني اللاذع. ربما كان هذا سر استمتاعها بالبيبسي، أن تصرف فلوسها كل حين وآخر على شيء بلا معنى، بلا معنى تمامًا، ترخي قبضة الحرص الضاغطة على قلبها، ولو لدقائق، تتحدى خوفها من المجهول، تفتح أحشاءها وتُبذّر. كانت هذه واحدة من المتع القليلة التي تعرفها، ورأيت دموع الرضا تنهمر من عينيها مرات، وهي واقفة في الصالة تأخذ رشفة من السائل الملون، وبعدها تصدر صوت الفحيح غير المقنع، الذي يطلقه أبطال الإعلانات التليفزيونية للتعبير عن الاستمتاع. ❝

و أب حالم عايق و متضايق يعيش أوهام عظمه زائلة و مُلك متهدم و بئر معطلة و قصر مشيد

❞ كل شيء يبدأ هنا وينتهي هنا، من يملك هذا المزلقان يحكم العالم، وكان يشير بإصبعه نحو السيمافور الوحيد المتهالك، والخط المفرد المختفي وراء سور نصف مهدوم ومغطى بشخبطات الأطفال، غارق في روائح القمامة والحيوانات النافقة التي يرميها الأهالي على جانبيه. ❝

يركز الكاتب أثناء ذلك على الكلمة و يتتبع مسارها في الكتاب المقدس محاولا سبر أغوارها و الإلمام بما أراد الله منها بلا جدوى

❞ فالناس، وبأسرع مما نتصور اليوم، أدركوا أن الكلمات ليست مجرد أجساد، ولا اسمًا على مسمى، بل شيء آخر تماماً، خطير ومثير للحيرة. فإن كانت الكلمات تتجسد في الأشياء التي تسميها، فماذا عن الأشياء التي ليس لها جسد أصلًا؟ تلك التي لم تخلق من طين ولا تدرك بالحواس، ولا يمكن فركها في اليد؟ ❝

و يمزج ذلك بأحداث عين شمس. تلك الكلمة الغامضة التي استبدلت فيما بعد بإسم أخر أشد غموضا و تلبيسا و هو الفتنة الطائفية و لا أعرف متى سنسمي الأشياء بمسمياتها فنقول أن ما حدث هو إرهاب و عنصرية من مواطنين ضد فئة أصيلة من الشعب و فشل الدولة في احتوائه و من ثم قمعه بطريقة غير عادلة و التعتيم عليه اعلاميا كأحداث كثيرة متكررة تمت و ستتم

❞ والأرض فيها خير كتير، ستطرح وتطرح بلا نهاية. سننام، ولو حتى لبضع ليالٍ فقط، بلا خوف من أن يرمينا أبوك في الشارع، لا ضرب، ولا شغل، ولا مرمطة في الشوارع… جنة زي ما بقولك. ❝

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق