رواية عن الخوف من المجهول ، الخوف الذى يسيطر على حياة الإنسان ويجعله ينأى بنفسه عن المخاطرة بأمور إما لأنه يجهل طبيعة نتائجها حتى لو أدى هذا إلى أن يخسر سعادته التى طالما حلم بها بشكل معين أو لأنه خاضع لظروف مجتمعية أو أسرية أو بيئية تجبره على التنازل عن تحقيق سعادته بالشكل الذى حلم به. كأنه لم يحلم بها يوما ما وكأنها لم تحدث فى الأساس كما يظهر فى عنوان الرواية.

الرواية تحمل بداخلها نهايتين واحده خيالية والأخرى الحقيقية التى حدثت لأبطال الرواية وقد تظن أنهم مختلفتين ، لكن فى الحقيقة ستجد أن كلتاهما شىء واحد ولا اختلاف فيه وكأن شىء لم يحدث على الإطلاق ولم تمر عليهم أحداث تجعلهم يتخذوا القرارات التى فيها سعادتهم ، بل على العكس تماما ستجدهم مدفوعين لعدم المخاطرة وأن الأفضل البقاء فى المناطق المأمونة التى يعرفون حدودها وعواقبها.

حسنا فعلت الكاتبة بانهاء الرواية بطريقة تراچيدية وحزينة لان هذا هو الأوقع والأكثر منطقية. النهاية السعيدة كانت ستفسد فكرة الرواية تماما ، وأنا شخصيا لست من محبى النهايات السعيدة وأرى أن فيها سذاجة بشكل أو بأخر.