أزهار الموت > مراجعات رواية أزهار الموت > مراجعة Mohammed Makram

أزهار الموت - فايز غازي
تحميل الكتاب

أزهار الموت

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

معقوله فيه بلاد فيها فساد للدرجه دي في العالم. معقول إن أهل الدين و السياسه تحالفوا على الشعوب و أكلوا الأخضر و أحرقوا اليابس لإشعال سجائرهم. الحمد لله على نعمة أننا عرب و نعيش في بلاد العرب حتى لا نتعرض لمثل هذا الهوان الوارد هنا في إحدى مقاطعات عربستان.

مهلا.. ماذا؟! هل قلت عربستان؟! لابد أنه تشابه أسماء إذن فما زلت لا أصدق.

حسنا فالمراحعة يجب أن تكتب على مهل و بحذر و بلغة بليغة لذا فسأمسح كل ما كتبت و أتأنى كثيرا.

العدالة كلمة قالها أحد الأغبياء فتلقفها ضعفاء هذه المقاطعة. و هي كمفهوم وجدت لتطبق على الفقراء و المساكين و المعدمين. أولئك الذين لا يمتلكون حيلة و ليس لديهم درع تحميهم أو واسطة "ظهر" سياسي. أما الأقوياء الأثرياء و أصحاب النقود فلا يمكن المس بهم أو الاقتراب منهم! حتى يمكننا القول إن العدالة عندنا تعني اقتصاص الأقوياء لما يبغونه و ترك الفضلات للفقراء و المساكين.

عربستان و ما أدراك ما عربستان. حيث الظلم بالمجان و القهر و الذل يفترشان الأرصفة و الجهل و المرض يقتسمان حصتيهما من العقول و الأبدان. هي أرض افتراضية منذ الأزل. لا يتصور عاقل وجودها و لا يستوعب حر حدودها و لا يستظل لاجئ بظلها. هي بلاد خيرها لغيرها و حكمها ليس لأهلها و بلائها منها و فيها لا يغادرها و لا يصيب أقواما غير أقوامها. و لذلك كانت تلك العربستان هي ملجأ كل كاتب أراد تخيل بلادا حجبت منذ الأزل و لم يعد لها وجود إلا في بقعة من العالم استعصت على الافهام و حارت فيها الأحلام و العقول. يستحضر فايز إحدى مقاطعات تلك البلاد الخيالية ليقص علينا ما يمكن أن يحدث لو كانت تلك البلاد موجودة.

هل هي قصة بوليسية أم رواية إثارة أم سياسة أم دراما اجتماعية. أتصور أنها كل ذلك معا و لكني أتصور أيضا أن الرواية كانت أضعاف هذا الحجم و تم اختزالها لاعتبارات النشر و هو تصور أقرب للواقع و لكنه يلقي بظلال ثقيلة على مستقبل الرواية العربية. فعندما نجد الكاتب الجيد الذي يهتم بالعمق الدرامي لشخصياته لا يجد من ينشر له الرواية ذات الحجم الكبير و إذا وجدت الناشر المغامر الذي ينشرها لك فلن تجد القارئ الصبور الشغوف لأن أغلب القراء الآن من جيل شبكات التواصل الذي تعود على أن يقرأ الحدث في عدة سطور لا غير و أغلب من يسألونك عن ترشيحات يشترط أن تكون في حدود المئة صفحة. لا أعلم هل التزم الكاتب هنا بتلك الحدود طواعية لاعتبارات النشر أم كان بالاتفاق مع الناشر أم لظروف القارئ نفسه حيث أن الكاتب أيضا قارئ متميز ذو نظرة ثاقبة و أراء سديدة و اختيارات ممتازة في عالم الكتب و لذلك فهو يعي جيدا هذه الاعتبارات.

عموما هذا لم يقلل أبدا من جمال الرواية التي ظللنا نلهث وراء أحداثها المكتوبة بعناية شديدة و لغة فخمة سهلة خلت من الأسلوب الإنشائي الأقرب لشعر النثر الذي ميز عمله الأول مناي و إن كان الكاتب لم يزل يغلب عليه تلك اللغة الشاعرية أحيانا ليست كثيرة مما ينبئ ربما بعمل شعري قريب. لا أدري و لكني أنتظر بشغف.

الحوارات كانت في مجملها قصيرة و مباشرة و الحبكة الدرامية جيدة و تسارع الأحداث ممتاز و إن غلب الأسلوب الفلسفي مرات قليلة جدا في غير موضعه.

إذا عدنا للرواية و رأينا كيف يصف الرجل الأقوى في المقاطعة نفسه فسنتصور أنه هو الإله الواحد الأحد لا شخص مثلنا من لحم و دم و هذا هو للأسف حال تلك البلاد البائسة التي نجانا الله من الحياة فيها و إن تشابه اسمها بصورة مريبة مع بلادنا.

لو كان هناك رجال في هذه المقاطعة لكنا منذ زمن في خبر كان! فمعظم الناس هنا أتباع لنا أو مذعنون لرأينا أو خدام في بلاطنا أو محكومون بسلطاننا أو منفيون في غياهب الزمن. ففي هذه المقاطعة لطالما كنت الرئيس المهاب و المجاب بغير سؤال. و المطاع بدون استفسار. ما تطاول عنق إلا و قطعته و ما اشرأبت نظرة إلا و خطفتها. و ما عبر ببالي خطر إلا و تجسد أمامي. ترى الناس يسعون لمراضاتي زحفا و مشيا. كبيرهم قبل صغيرهم. و عالمهم قبل جاهلهم. فقد اعتادوا سيادتنا و رضوا بموقعنا و تحصنوا بإرادتنا و ذادوا عن مكتسباتنا. و كانوا خير عبيد. قل نظيرهم و ندر صنفهم.

فعلا لو كان هناك رجال في هذه المقاطعة لتغير الحال.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق