أحلام نائل سويدان > مراجعات رواية أحلام نائل سويدان > مراجعة Esraa adel

أحلام نائل سويدان - أحمد عبد العزيز
تحميل الكتاب

أحلام نائل سويدان

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

🌷 المقدمة :-

اتدرك ذلك الشعور الذي كان ينتابنا ونحن صغار حين نؤدي واجباتنا المدرسية برغبتنا في "شد سطر بالقلم" وإعادة عمل الواجب "من اول وجديد" ، او رغبتنا في قطع صفحة من الكراس و اعادة عمل الواجب ثانية بخط منمق و أقلام ملونة ؟!! ان كنت تتذكر هذا الشعور فستفهم شعوري الذي يغمرني الان جيدا بعد انهاء الرواية.

فقد كان من المفترض إني بالفعل دونتُ نقاط مراجعتي اثناء القراءة و وصلتُ لعدد نقاط تقييمي وناقشتها مع صديق قرأها ، وتجاوزتُ منتصف الرواية ولم يتبق لي سوى أن أكمل قراءتي لها ثم أضع تقييمي النهائي الذي كان شبه وصلت اليه ، ثم اختلف الأمر.

فلتتحمل معي قليلا فربما هذه هي أطول مراجعاتي.

🌷الكتاب وانا :-

🌱 مراجعتي الاولى يوم ٢ يناير حوالي الساعة ٤.٣٠ عصرا :-

(ما قبل انهاء الرواية بمائة صفحة)

كم أتوق إلى أن أصبُ عشرات اللعنات على هاتفي الذي نفذت بطاريته تماماً عندما كان "نائل" لا يطيق الانتظار لمعرفة السر الذي يخفى عنه ، والآن أصبحتُ أنا تحت رحمة هاتفي لا أطيق الانتظار مثله للعودة حيثما كنت.

"نائل سويدان" مدرس اللغة العربية الذي بلغ سن المعاش من حوالي سبع سنوات هو بطل العمل الذي بالتاكيد ينتظرني الآن لإستكمال رحلتنا سوياً في أزمنة مختلفة في التاريخ ، وقد كنتُ أعلم جيداً إن بطارية هاتفي أوشكت على النفاذ فقلتُ لنفسي سأقرأ ثلاث صفحات فحسب وأنهض ، حتى سرحت و اندمجت مع الأحداث ونسيتُ تماماً ما يجب علي فعله حتى ذكرني الهاتف بطريقته.

فعلاقة كل كتاب بقارئه برغم كونها مؤقتة إلا إنها علاقة قوية للغاية كما لو كانا توأم ملتصق لا ينفصلا إلا بإجراء عملية جراحية ، و أظنني أقرأ من أجل الوصول إلى لحظة النشوة التي تجمع بيننا.

وفي رأيي إن هذه الرواية يظلمها من ينسبها إلى أحد أنواع الروايات فلا هي تاريخية ولا رومانسية ولا اجتماعية ولا نفسية فحسب ، بل هي خلطة سحرية من كل هذا وذاك و كما ذكرت آنفاً فهي رحلة الى ازمنة واماكن مختلفة فمن مسجد الازهر لعصر سعد زغلول لقصر الملك الغوري.

كل ما كتبته لا ينفي إنها تحتوي على عدة ثغرات بعيدة عن المنطق خاصة في تركيب الشخصيات ، ولكنها في المجمل ذات فكرة مميزة ماهما تكرر عرضها في العديد من الأعمال إلا انها تبقى ذات رونق براق يجذبني نحوه كالضوء الذي يجذب الفراش.

تضمنت الرواية العديد من المعلومات التاريخية التي كان بعضها لم اقرأ عنه قبلا ، فكانت بمثابة نافذة صغيرة على أحداث لا يصح أن تذهب عن عقولنا طالما نحيا ، فالتاريخ ما هو إلا حكاء ماهر يحمل في جعبته الكثير من الحكايا وما علينا إلا أن ننصت إليه بتمعن علّنا نتعلم من أخطاء السابقين.

🌱 مراجعتي الثانية يوم ٢ يناير حوالي الساعة ١ بعد منتصف الليل :- (بعد الانتهاء من الرواية)

التيه أو الفصام أو فقد التوازن هو ما أشعر به الآن بعد أن انهيتها وتحديداً أشعر ب (اللخبطة) بين الواقع و الخيال .. بالطبع هناك أسئلة تدور في عقلي و لن يمكنني النوم قبل أن أصل إلى اجاباتها فقد اختلف تقييمي لها بالفعل بسبب آخر مائة ورقة فيها أي تقريباً ثلثها.

وكل ما أفكر فيه الآن هو التأكد فقط إني تمكنت من الفهم كي أرتاح ، فهناك كم مهول من التويستات في الرواية و حين يختلط الواقع بالخيال ستجد نفسك تائه في الوسط بين احداثها .. و ربما تخرج منها و أنت نفسك مصاب بالفصام و الهلاوس وتتوجه إلى طبيب نفسي ، فتجد أول ما يسالك إياه عما تشعر به لتخبره إنك كنت تشعر بحال جيد قبل قراءة رواية "أحلام نائل سويدان" 😂 ولكنك لا تعلم من أنت بعدها.

🌱 باقي مراجعتي الثانية يوم ٢ يناير حوالي الساعة ١.٣٠ بعد منتصف الليل :- (بعد مناقشتي مع المؤلف )

ليس من المنطقي أبداً أن يتوجه كل قارئ إلى مؤلف العمل بعد إنهائه ولن يتحمل أى مؤلف مناقشة جميع قراء العمل و إلا لن يجد وقتاً لكتابة عمل آخر حتى وإن كان أحد عوامل نجاح العمل هو الرغبة في النقاش أصلاً .. ولا أنكر إن نشوة قراءة العمل الجيد تكتمل بداخلي عند مناقشة العمل سواء مع صديق أو مع المؤلف ذاته ، ولكنني هذه المرة كنت من سعيدات الحظ اللاتي حظين بتلك الفرصة لمناقشة المؤلف .. و ما أجملها مناقشة فتحدثنا عن "نائل سويدان" و باقي الشخصيات كأنهم اشخاص حقيقية ، وتأكدت من فهمي الصحيح لما رغبت في السؤال عنه ، و فهمتُ أشياءاً أخرى لم تخطر لي على بال ، و اعدتُ قراءة فصل النهاية بتمعن ثم عدتُ للمقدمة التي كنت قد نسيتها تماما ، وتحاورنا و تناقشنا حتى احببتُ الرواية و "نائل سويدان" أكثر وأكثر .

حاولتُ تحرير عقلي كي اتمكن من الفهم واخترعتُ مصطلح "القارئ الخارق" الذي ربما يتمكن من الولوج إلى عقل المؤلف من خلال قلمه ، هذا إن وجد 😂.

واستمتعت للغاية بتلك المناقشة أضعاف متعتي بقراءة العمل نفسه بالرغم إن الحديث نفسه كان يدور عن ذات العمل ، ولكن لعل النقاش قام بتحرير عقلي فعلاً و محاولة الخروج من الصندوق و التخلي عن الجمود و تذكر إن احيانا ١+١=٣.. احياناً فقط و ليس دائما.

ولكن من المنطقي أن يرغب المؤلف في اللعب قليلا مع قارئه أو في قياس قدرته على الخيال او حتى في لقاءه على مقهى منعزل ليسرد عليه ما يدور في عقله من جنون .. ذاك المقهى غير موجود إلا في خيال كليهما لينهض بعدها القارئ وهو كل ما يرغب فيه أن يكتب عن حالته قبل ان يفقدها.

🌷 السرد :-

يمكن تقسيم أسلوب السرد في الرواية إلى اكثر من جزء في وجهة نظري ففي البداية هناك مشهد الصورة السيلفي الذي استحق وحده خمسة نجوم ، وتبدأ بعدها الرواية في الهبوط تدريجيا و يزداد قدر الملل حتى ظهور "شريف" وهكذا بين الهبوط و الارتفاع حتى تصل بنا فصول الرواية إلى آخر 100 صفحة و تجد كل حواسك حينها تأبى أن تفعل اى شئ سوى القراءة فحسب و أنت كلك اصرار ألا تنهض عنها تاركاً خلفك اى صفحات ، وقد تناول المؤلف سرد العمل من خلال فصول قصيرة معنونة بعناوين بسيطة شيقة.

و قد رايت ان فكرة الانتقال بين الازمنة ذكرتني قليلا بفيلم براد بيت The Curious Case of Benjamin Button و محاولة تصليح اخطاء الاخرين في الماضي في ال ذكرتني بمسلسل "يحيى و كنوز" بجزئيه.

🌷 الشخصيات :-

شخصيات العمل لم يكثر عددها إلى حد الالتباس بينهم فكانت الاحداث والتفاصيل كافية لإصابتنا بالتيه و التوتر و عدم الفهم و لكني لم أقتنع بشخصية "نائل" في بعض المواقف فمثلا سعادته بالسيلفي مع إنها أقل شئ يدعو للتعجب و تصرفه دون تفكير فقط ليسعد شريف لا تليق برجل بلغ من العمر ٦٩ عام.

🌷 الايجاييات :-

- دمج المعلومات التاريخية داخل احداث الرواية

- المفاجات التي كان بعضها لا يصدق و لا يمكن استيعابه

🌷 السلبيات :-

- تسرب الملل للقارئ في بعض الأجزاء

- التباس التفاصيل و الاحداث

- كثرة التويستات التي تكاد تصيبك بالجنون

- تشعب الموضوعات داخل نفس العمل

- عدم منطقية بعض التفاصيل

🌷 النهاية :-

فلتعلم أنك إن كنت تنتظر من "أحلام نائل سويدان" كونها رواية تقليدية فأنت جئت للعنوان الخاطئ ، فحتى وإن لم تتمكن من فهمها جيداً بصورة كاملة أو عثرت على أية اخطاء من وجهة نظرك أو حتى شعرت ببعض الملل ، و لكنها تبقى لوحة تجريدية تغمرها مختلف الألوان التي رسمتها فرشاة ماجنة فتسرح بخيالك وانت واقف امامها قائلاً في نفسك "يا له من جنون".

باعتذر على الإطالة

#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة

#أحلام_نائل_سويدان

#دار_الرسم_بالكلمات

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق