كلنا منافقون يا عزيزي بشكل أو بآخر. نحن عندما نحسن إلى شخص أو نلتزم معه بالمعايير الأخلاقية. في الحقيقة نحن لا نحترم الشخص نفسه. بل نحترم قيمنا نحن. في اللحظة التي نشعر فيها أن احترامنا لقيمة ما داخلنا يتعارض مع صداقة ما. ننهي فورًا هذه الصداقة.

لمحة فلسفية سريعة يضعنا فيها الكاتب أمام القطار بين القدر و اختيار المصير و بين الحتمية و الحرية و الوجود و العدم يبرز صراع الخير و الشر داخل الشخص الواحد. و يبرز السؤال الكلاسيكي الذي ظل بلا إجابة طوال عمر الوعي الإنساني. هل جُبل الإنسان على الخير أم على الشر؟ لم تعطنا القصة القصيرة جدا الفرصة للتفكير و الإجابة و بالطبع لم تعطنا الإجابة و لكنها أضاءت شعاع من الضوء في مكان ما من اللاوعي لكل قارىء. ربما لتستفزه على التدبر في معنى هذه الحياة.

القراءة الأولى لأحمد فؤاد و بالطبع لن تكون الأخيرة.