كرة القدم في الشمس والظل > مراجعات كتاب كرة القدم في الشمس والظل > مراجعة Mohammed Makram

كرة القدم في الشمس والظل - إدواردو غاليانو, صالح علماني
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

الكتابة الأدبية عن كرة القدم لا تقل متعة عن كرة القدم نفسهاو خصوصا إن كان كاتب بحجم جاليانو

الحكم هو متحكم في التعريف. إنه الطاغية البغيض الذي يمارس ديكتاتوريته دون معارضة ممكنة. و الجلاد المتكبر الذي يمارس سلطته المطلقة بإيماءات أوبرا. الصفارة في فمه. ينفخ الحكم رياح القدر المحتوم و يمنح الأهداف أو يلغيها. البطاقة في يده. يرفع ألوان الإدانة. الأصفر لمعاقبة المذنب و إجباره على الندم. و الأحمر لإرساله إلى المنفى.

عندما يتحدث عن الاستادات الخالية أتذكر الملاعب المصرية التي لم تعرف طعم الجماهير منذ حادث بورسعيد المشأوم الذي أودى بحياة 72 مشجع من مشجعي الاهلى على يد فاعل ما زال مجهولا حتى اليوم.

هل دخلت يوما إلى استاد مقفر؟ جرب ذلك. توقف في منتصف الملعب و انصت. ليس هناك ما هو فارغ أكثر من استاد فارغ. ليس هناك ما هو أكثر بكما من المدرجات الخاوية.

و عندما تحدث عن استاد الملك فهد في جدة لم يكن الاستاد قد كون ذاكرته الثرية بقدر ثراء أرضه و منصته و إن كان في الأمر لمحة من سخرية.

أما استاد الملك فهد في العربية السعودية ففيه منصة من الرخام و الذهب و مدرجات مغطاة بالسجاد و لكنه لا يملك ذاكرة و ليس لديه ما يقوله.

و لا ينسي نذالات الكرة و طرائفها و انتقامها أيضا.

و لكن للكرة نذالاتها أيضا. فهي لا تدخل أحيانا إلى المرمى لأنها تبدل رأيها و هي في الجو و تنحرف عن مسارها. ذلك أنها ساخطة جدا. فهي لا تطيق أن يعاملوها ركلا بالأقدام. و لا أن يضربوها انتقاما. إنها تطالب أن يداعبوها برقة. أن يقبلوها. أن يسمحوا لها بالنوم على الصدور أو الأقدام. و هي متكبرة. و ربما مغترة بنفسها. و لا تنقصها المبررات لتكون كذلك: فهي تعرف جيدا أن البهجة تملأ أرواحا كثيرة حين ترتفع بطريقة ظريفة و أن أرواحا كثيرة تختنق عندما تسقط بطريقة سيئة.

تقييمك للكتاب لن يعبر بالضرورة عن مستوى الكتاب بقدر ما يمكن أن يعبر عن مدى ارتباطك بالكرة و خاصة أن الكتاب توقف عند كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة و الكثير من القراء المحتملين له الأن ربما ولدوا بعد ذلك.

أما الأجزاء العامة في الكتاب مثل حديثه عن أصل اللعبة أو أدوار الأطراف الفاعلة فيها أو المشاهير فقد تفاعلت معه و بشدة. و أما التفاصيل فيما قبل كأس العالم 1986 بالمكسيك فتراوح بين المجهول بشدة و المجهول و لم يشدني منه غلا ما كان طريفا أو غريبا.

مع انتهاء مونديال 1994 أطلق اسم روماريو على كل الأطفال الذين ولدوا في البرازيل. و عشب استاد لوس انجلوس بيع مجزأ في قطع صغيرة مثل البيتزا بعشرين دولار للقطعة. أهو جنون جدير بأفضل قضية؟ أهي تجارة مبتذلة و بدائية؟ أهي صناعة احتيال يديرها أسيادها؟ أنا ممن يعتقدون بانه يمكن لكرة القدم أن تكون هذا كله. و لكنها أكثر من كل هذا أيضا. فهي احتفال للعيون التي تنظر. و سعادة للجسد الذي يلعب.

و أخيرا مصادر حسنة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط (نظام) فيدل كاسترو صار وشيكا و أن انهياره هو مسألة ساعات فقط.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق