بغلة العرش > مراجعات رواية بغلة العرش > مراجعة Mohammed Makram

بغلة العرش - خيري شلبي
تحميل الكتاب

بغلة العرش

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

هل حلمت يوما بثروة تنزل عليك من السماء؟ و من منا لم يحلم بذلك يوما ما؟! البعض ما زال يحلم و البعض يظل غارقا في الأحلام أبدا.

أبشر إذا فحلمك قد يكون قابلا للتحقق على الأقل بين صفحات هذه الرواية.

إنها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. ترسل لك السماء بغلة محملة بالذهب و لكن على الذهب رأس قتيل و الشرط أن تقبل الذهب و الرأس معه و تدفنه داخل بيتك فتحق لك الثروة حلالا بلالا.

الثروة مقرونة برأس القتيل. أي بالجريمة. و السماء إذ تخير الموعود بين أن يقبل الجمل بما حمل يعني الثروة و الجريمة أو يرفض الصفقة من أساسها. معناه أن الثروة ملوثة بالدم و من يقبلها مدان. يكفي أنه يدفن في عقر داره رأس قتيل سيظل منظره ماثلا في عينيه إلى يوم يقابل ربه.

ينتظر أهل البلدة كلهم الموعود بالثروة هذا العام بعد أن زات نفر غير قليل منهم في الأعوام الماضية.

ما أنتم جميعا سوى رأس القتيل الذي قيل أنه يحرس الثروة حتى تصل سالمة إلى مغتصبها. ما أكثر عدد المغتصبين في حياتكم و ما أكثر ما تساعدونهم على التضخم و التوالد و التكاثر كأنما يلذكم ألا تعيشوا بغير مصاص دم ينتشي بدمائكم فتنتشون لنشوته.

في مونولوجات طويلة يحكي كل واحد من أهل القرية قصته ليثبت جدارته بالثروة الموعودة و البغلة المحملة بالذهب و الإبتلاء و لكن العجب كل العجب أن البغلة لا تصل أبدا إلا للعصاة و المذبين و اللصوص و قطاع الطرق.

إن البغلة هي أنتم و رأس القتيل هو أنتم و أنتم كذلك الذهب. إن السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة و بغلة العرش لن تجيء و إنما عليكم أن تفتشوا عن رءوس قتلاكم وراء كل عربة مرسيدس تنهب الطريق و وراء كل حياة مرفهة براقة

و بين الواقع و الأسطورة يحاول أهل القرية التمسك بالأمل في حياة أفضل إذ يبدو أن الأحلام وحدها هي المعول عليها في تلك الظروف.

أسطورة بغلة العرش لم تكن لتجد مناخا يعطيها مصداقية العقيدة لو لم يكن الواقع فاسدا بصورة مخيفة أشد خرفا من الخرافة نفسها. إذ إن مظاهر الثراء الفاحش المتفشية في الواقع بغير مبرر منطقي مفهوم لا يمكن إرجاعها إلى أسباب واقعية على الإطلاق.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق