موتٌ صغير > مراجعات رواية موتٌ صغير > مراجعة Mohammed Makram

موتٌ صغير - محمد حسن علوان
تحميل الكتاب

موتٌ صغير

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

كانت هذه هي المراجعة رقم: 1000لي على موقع جودريدز

“عَرَفْتُ الهَوى مُذ عَرَفْتُ هواك

وأغْلَقْتُ قَلْبي عَلىٰ مَنْ عَاداكْ

وقُمْتُ اُناجِيـكَ يا مَن تـَرىٰ

خَفايا القُلُوبِ ولَسْنا نراك

أحِبُكَ حُبَيْنِ حُبَ الهَـوىٰ

وحُبْــاً لأنَكَ أهْـل ٌ لـِذَاك

فأما الذي هُوَ حُبُ الهَوىٰ

فَشُغْلِي بذِكْرِكَ عَمَنْ سـِواكْ

وامّـا الذي أنْتَ أهلٌ لَهُ

فَلَسْتُ أرىٰ الكَوْنِ حَتىٰ أراكْ

فلا الحَمْدُ في ذا ولا ذاكَ لي

ولكنْ لكَ الحَمْدُ فِي ذا وذاك”

شخصية مثيرة للجدل التاريخي و الديني و لكن الطرح الأدبي جعل الرواية محل اعجاب كل من قرأها.

“ و الله يا بني لقد رأيت الصالحين و الطالحين. و الأوابين و العصاة. و الأبرار و الفجار. و لا أعرف أي صنف منهم أنت. و لا أظنك إلا قد ذهب بعقلك الغرور و صرت تظن نفسك وليا و ما أنت بولي. و تدعي التقوى و ما أنت بتقي. و ذلك لعمري من فرط فراغك و قلة اشتغالك.”

كان أبيه جليسا للملوك و خادما للسلاطين أما هو فكان طموحه أعلى من أبيه بكثير.

“ - أنا لا أفهم كلامك يا محي. هل الصوفي فيلسوف أم فقيه؟

- لا هذا و لا ذاك يا أمير المؤمنين.

- ما الفرق بينهم؟

- الفلاسفة أصحاب فكر و استدلال. أما الفقهاء فأصحاب اتباع و امتثال.

- و المتصوفة؟

- أما المتصوفة فأصحاب ذوق و أحوال.

- و كيف تفرق بينهم؟ كلهم يردون مجلسي هذا و يجلسون معي و يكتبون لي رسائل و يرفعون لي شكايات و أنا لا أعرف مشاربهم و لا ألوانهم. قل لي يا محي. كيف تفرق بينهم؟

- إن الفقيه يقرأ فيقول بما فهمه من مقروئه. و الفيلسوف يفكر فيقول بما استنتجه من استدلاله. أما الصوفي فيخلو إلى ربه فيقول بما كشفه الله له.

- و لماذا يكشف الله للمتصوفة و لا يكشف لغيرهم؟

- لا يكشف الله إلا لمن يتوكل عليه حق توكله. و يخلو به حق خلوته. و يكون ذا ذوق يمكنه من فهم الكشف و التجلي. ”

تباعدت أسفاره بين المشرق و المغرب باحثا عن أوتاده الأربعة لتثبيت فؤاده في حب الله و الفناء فيه.

“ في اجتماع ليس فيه إلا ولي مجتبى قد بلغ في الطريق مكانا عاليا. خلونا ببعضنا أسابيع لم نحصها. طلعت علينا شمس غير شمس العالمين. و أضاء ليالينا بدر مكتمل لا ينقص طيلة الشهر. إذا كشف أيا منا سرا قدسيا شق السماء فوقنا شهاب ساطع. و إذا تحدث أحدنا باللطائف العلوية نزلت معنا نجمة أو نجمتان. و إذا تلقى أحدنا نفثا روحانيا. قبضنا على يديه ليسري في أرواحنا ما يسري فيه. ارتدى كل منا خرقة الأخر. و التقت القلوب و الأرواح قبل الأجساد و الأبدان. و عدنا إلى الناس و كل منا في مقام جديد لم يقم فيه من قبل. ”

من عوالم ثلاث صعبة التقاطع إلا بالعلم الذي تلزمه دراسة مستمرة و تدريب ليس معه ملل و لا كلل اختار ابن عربي عالم القلوب.

“ اعلم يا رفيق دربي أنه توجد في الطبيعة ثلاث قوى غيبية: الوحي و العقل و القلب.

هز رأسه و قد بدا عليه الاهتمام و أنصت فتابعت كلامي مختصرا إياه قدر المستطاع:

فإن مال المرء جهة الوحي وحده صار ظاهريا. و إن مال جهة العقل وحده صار فيلسوفا. و إن مال جهة القلب وحده صار صوفيا.

- ألا يمكن أن يميل إليها كلها؟

- إن أرادها كلها فلابد أن يبني جسورا بينها.

- و كيف يبني هذه الجسور.

- بين الوحي و العقل لابد من جسر التفسير. و بين الوحي و القلب لابد من جسر التأويل.

- و ماذا بين العقل و القلب؟

- بين العقل و القلب لابد من جسر الحب. ”

و لأن القلب المحب يتسع للجميع فقد عشق ابن عربي من أول نظرة.

“ جاءت امرأة لم تر عيناي أجمل منها تحاول أن تدخل. فتنحيت جانبا فسمعتها تقول:

السلام عليك يا عمتي.

فقالت عمتها: ادخلي. و قال قلبي: ادخلي. فدخلت البيت و قلبي في آن واحد. ”

كرسام تجريدي قام علوان برسم ابن عربي الحقيقي بعيدا عن أساطير أهل التصوف و افتراءات السلفية.

من أقوال ابن عربي:

“ أنت أيها الإنسان. أنت المصباح و الفتيلة و المشكاة و الزجاجة. ”

و هذه فقط لأهل الأفهام و الراسخون في العلم أما أنا و أنت فما زال أمامنا درب طويل حتى نحكم فيما هم فيه يختلفون.

من مفارقات القدر إن الراجل لف بلاد الدنيا و لم يدخل السجن الا بمصر أم الدنيا! سرها باتع من يومها 😀

خلاصة عقيدة ابن عربي:

“ عقد الخلائق في الإله عقائدا و أنا اعتقدت جميع ما عقدوه. ”

الرحلات الموازية لمخطوطات ابن عربي و ربطها بالتاريخ كانت لفتات ذكية جدا من الكاتب و أضفت على الرواية المزيد من العمق و الفائدة

رحلة شيقة من محمد حسن علوان في رحاب شخصية أقامت الدنيا فلم يصلح بعدها أبدا قعود.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق