على غرار زعبلاوى في مجموعة دنيا الله و على غرار سيد الرحيمى في الطريق تأتى رواية الشحاذ في طريق البحث عن الحقيقة المطلقة و الوصول إلى الله و كأن محفوظ يتنبأ بنكسة يونيو قبلها بأعوام نظرا للإغراق في المادية في فترة ما بعد ثورة يوليو و حتى صدمة الهزيمة التي أعادت للشعب أسباب التعلق المطلق بالله حتى تم النصر في أكتوبر تحت شعار الله أكبر قبل أن ننحدر مره أخرى و نعيش تحت شعار سيبك أنت و يا عم كبر.
مرض ليس له علاج و التشخيص لا يبين أي مرض عضوى و المريض لا يحس الا بالفتور و عدم الرغبة في العمل أو في أي شيء أخر
الدواء الحقيقى بيدك أنت وحدك
و كما فعل سامى العدل في حرب الفراولة الذى كان يبحث عن السعادة سيذهب عمر حمزاوى في كل اتجاه للبحث عن روحه المفقودة فيندفع في الجنس و الحب الذى لا يجد فيه روحه ثم الشعر و الموسيقى و اللهو التي يجدها لا تسمن و لا تغنى من جوع.
يحس في أحدى المرات بتجلى الحقيقة لعقله أو لا وعيه و ينشدها في الخلوة و اعتزال الناس و لكنه لا ينفرد بنفسه أبدا فالدنيا تأبى أن تفارقه و الحقيقة تأبى أن تنجلى له حتى و لو تسولها تسولا. و ها هي أطياف العالم تطارده فمره طيف ابنته بثينه و مرة مصطفى و مرة عثمان و مره أخرى الإنسان منذ فجر التاريخ في صراعاته مع نفسه و مع العالم و تنتهى الرواية و هو ما زال غائبا عن العالم و لكن العالم حاضرا فيه بكل قوته و سطوته.