من أكثر قصص الأديب العظيم سذاجة رغم الفرقعة الكبيرة التى صاحبتها. تعلم بعدها محفوظ أن يغلف رؤيته بغلالة فلسفية هربا من سذاجة العامة و تقلباتهم
يعيد فيها محفوظ كتابة تاريخ البشرية طبقا للرؤية الإبراهيمية
يحصر محفوظ المكان في الحارة المصرية كعادته و الزمان في لا وعى الزمن ذاته بلا دلالة عليه الا انه أيام الفتوات ربما قبل الحرب العالمية الأولى بقليل و ربما غير ذلك
كل طموح أهل الحارة أن يكلل عملهم بدعوم من الجبلاوى للإقامة في البيت الكبير حيث لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر
الجبلاوى غاضب بسبب الخلاف بين أدهم و إدريس أولاده و خلافهم فيمن يدير الوقف و تعالى ادريس على أدهم بأنه ابن السوداء
تسرى الحكاية و كأنها اقتباس تام السذاجة من القصص النبوى القرآنى أو حتى التوراتى بلا تعديل إلا لتتناسب مع نسيج الرواية و معطياتها الزمانية و المكانية و دراما الحارة و الصراع البشرى المعتاد
ماذا قصد محفوظ من هذا الهراء الذى لا يقدم و لا يؤخر
انه يعرض مسيرة البشرية المكللة بالطمع و الصراعات و المنافسة و الحسد و يقول لنا كما يقول الله أن الأنبياء كانوا هم سر العصمة في كل زمن لكل نبى ثم انقطع الرجاء في الأنبياء جميعا بعد ختم النبوة و انقطاع الرسائل من رب العالمين و أصبح في أيدينا وثيقة الختام لكل الرسالات فمن سينقذنا و يخلصنا من الشرور المستمرة منذ بدء التكوين على قيام الساعة
يعرض علينا نجيب نبى جديد صنعناه نحن و استمراره مرتبط بوجودنا و تطورنا الفكرى ألا و هو العلم
هو عرفة في الرواية من المعرفة و الرقى و التطور البشرى
مفتاح هزيمة الشرور و تقويم المسيرة البشرية الحالي هو العلم الذى ليس بديلا للدين و لكنه العلم في كل المجالات بداية من العلم بالدين لكافة العلوم الأخرى
فالعلم امتداد للدين و العلماء ورثة الأنبياء