آدم وشجرة الحب المحرمة: متى أحبَّ آدم لأول مرة؟ > مراجعات رواية آدم وشجرة الحب المحرمة: متى أحبَّ آدم لأول مرة؟ > مراجعة دينا ممدوح

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

الرواية تبدأ مع آدم في مدرسته والفتاة ليلى التي يمكن اعتبارها الحب الأول في حياته، مشاعر غريبة ومختلفة لم أفهمها من طفل صغير، ليلى نفسها كانت طفلة غريبة ولم أفهم سر تحولها المفاجئ، هروبه كان منطقي لطفل ولكن كل هروبه بعد ذلك لم يكن له معنى، فيبدو أن الطفل ظل حتى الأربعين من عمره.

بعدها تعرف آدم على بنت البيه، وكل الطرق متهيئة له ولكن لجنونه وتسرعه كانت النتيجة أنه هرب ثانية، وكأنه كان يختار الحل الأسهل دائمًا، ثم الهانم التي لم أفهم شخصيتها أبدًا لماذا أصبحت هكذا وماذا تريد ولماذا اختارت آدم تحديدًا، شخصية مثيرة للتساؤل ظهرت فجأة وأختفت، ولكنها بالتأكيد كانت النقطة الفاصلة في حياة البطل.

نقطة التحول التي حدثت للبطل نتيجة لما فعلته الهانم معه وانتقاله لمكان تأدب فيه كانت من أكثر الأجزاء المهمة والثرية في الرواية ويمكن أن تمتد لجزء أكبر من هذا، وكانت سبب في تغير شخصيته بصورة واضحة كان لها تأثير كبير فيما بعد، الشخصيات التي ذكرت في هذا المكان كانت ممتلئة بالتفاصيل، وكان يمكن التركيز عليها أكثر من ذلك ولكن الكاتب أخذها كمرحلة سريعة وانتهت، ويمكنني القول أن هذه الجزئية الوحيدة التي كانت تحتمل التطويل في تفاصيلها على عكس كل الجزئيات الأخرى التي منحها الكاتب مساحة أكبر مما تستحق.

أنتقل آدم لحياة جديدة ومختلفة مع زوجة لم أتوقع أن يقبلها أبدًا حتى وأن تغيرت شخصيته للأفضل، شخصيته وأفكاره كانت تنم أن الاستقرار غير مقدر له، وذلك رغبة منه وليس من القدر أو تربيته دون أم كما سيحاول هو أن يجعله الشماعة التي يعلق عليها كل انحرافه طوال أحداث الرواية، آدم من الشخصيات التي لا أحبها مهما كانت مبرراته، كان يحب سريعًا ثم يختار دائمًا الهروب كحل سهل وسريع دون الالتفات لأي عواقب للأخرين.

لغة الرواية قوية ولا تتسم بالصعوبة، ويستطيع الكاتب أن يعرض حبكة متماسكة من البداية للنهاية، ولكن فكرة الرواية نفسها واحداثها وحتى بطلها لم تكن جذابة بالنسبة لي، أجري من البداية للنهاية خلف آدم الذي لا يعرف نفسه من الأصل، أحاول أن أفهم لما فعل ذلك؟ لا أعرف، هل البحث عن الحب هو السبب؟ على العكس من ذلك فلقد منحه الله الحب في الزوجة والأبناء والبيت الهادئ ولكنه كان يبحث دائمًا عن انحراف يبرر به أفعاله وأنه لا يجد الحب.

غلاف الرواية كان جيد، ولكن اسم الرواية طويل ولم أفضله، وإذا كنت سأفكر في الإجابة عن السؤال الذي يتصدر الغلاف (متى أحب آدم لأول مرة؟) لم يحب آدم سوى نفسه.

مشهد النهاية يعتبر هو الأقوى في الرواية ككل من حيث تصويره وكلماته وفكرته، حتى أنني تخيلت أن هذا المشهد تحديدًا هو ما تم بناء الرواية عليه بالكامل وليس العكس.

في النهاية كانت العلاقة ما بين آدم والجنة والشجرة المحرمة وآدم الموجود في الرواية هو أن آدم في الرواية قرر ترك جنته التي ينعم فيها ليركض خلف الوردة التي كانت هي شجرته المحرمة، ولكنه لم ينل هذا ولا تلك.

*اقتباسات:

❞ كان عم سعيد محقًا حين قال أن الزواج السليم يستنزف المرء من كل رغبة تاركًا إياه عفيفًا غير راغب في الحرام وغير ملوث. ❝

❞ كانت تنسدل عيناي من فرط الإنهاك، وبينما أغمضهما كانت تتراءي لي أمي، ما بين أحضاني، مضطجعة أمامي بذات الوضعية وعيناها مفتوحتان في دفء وهدوء، في غفلة من وحشة الموت، بينما أتأمل بهما حياتي المفقودة وإذ كانت تلك المرة الوحيد التي تشبع فيها قلبي بالسكينة والألفة وأحسست باكتمال قلبي أخيرًا، ❝

‏❞ أهكذا يشعر المرء في وجود أمه؟ أهكذا تفيض نفسه طمأنينةً أنه لن يمسه ضر ولا وحشة أبدًا؟ ❝

‏#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة

#دار_الرسم_بالكلمات

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق