فى كتابه الجديد "أحاديث الجوى: فى اقتفاء أثر القاهرة"،
والجوى هو شدة الوجد ومايورثه العشق من حزن فى الصدور.. يقدم الدكتور حامد تتتبع ممتع، وحكايات مدهشة، معتمدا على الاصول من المؤلفات، وتدوينات العصور السابقة، وهى مخطوطات تم تحقيقها، وهو امر لو تعلمون عظيم، فإن اخراج مقطوعة واحدة، عن اثر، وتتبع ما آل اليه الحال، يحتاج إلى صبر كبير، ومجهود فى تجميع شتات من الاقوال والاحداث.
فى هذا الكتاب، تخلص كاتبنا من كل قلقله، واضطراب الكتابه، فظهرت جلية، متالقة، وشديدة الايجاز، فهى تناسب العصر، فى الحجم، والتلخيص، ومسار الحدث وتوجيهه، حتى لا يحدث تشتت أو ملل، حتى اللغة هى اجمل ما فى الحكايات، قد يبدو متاثرا، بلغة المقريزى وابن اياس، ولكنها لغة جذابة، وشيقة، تمتع قارئها.
وهنا الاستدعاء، يلعب دورا كبيرا، فكل مكان له شخصياته، وكل شخصية تستدعى حكاية، حتى تفك شفرة المكان، وما خفى منه. فى 26 حكاية، يتحدث فيها عاشق القاهرة: " عن طبقة من طبقات القاهرة لم يعد لها وجود فعلى اليوم.. طبقة بادت كوردة جفت أوراقها وتساقط ولم يبق من عبقها القديم مبثوثة فى بطون الكتب وعلى ألسنة الرواة هنا وهناك".
فى هذا الكتاب ،تاريخ ممتد، وحكايات لا تنتهى، وذكر من ضاع ذكره، هنا البحث عن بهادر وما جرى له، وحكاية كتيفات، وحارة واحدة ويانسان، وابن دنيال وطيف الخيال، الحضر والاسكندر، والبقاعى.. الكثير والكثير من الحكايات، هنا اللغز وحله!
- كتابات الدكتور حامد، ممتعة لأبعد حد، فهى نابعة من عاشق ..