كل منا يقبع بداخله وحش ما. هذا الوحش يتغذى على شىء واحد فقط ؛ إرادتنا. هذا الوحش لا ينفك يسلمك إلى رغباتك وشهواتك طالما تركته يعبث بك ويقودك كيفما يشاء.
رغباتك وشهواتك تسلمك بدورها لمن ينتظر مجيئك بطوع ارادتك له ، يحقق من ورائك مكاسب مادية عظيمة ، شهرة ، ترويج لاسمه ، تسويق لمنتجه - الوهم - الذى يزعم أنه سيخلصك من مشاكلك.
أنت تظل أسير ضعف ارادتك وتصبح أنت القرد وفى نفس الوقت القرداتي الذى يحمل له الطبلة ليصير كالأبله والمسخ المنقاد له دائماً.
فى الحقيقة هذا أسوأ أنواع الرعب ، أن تكون مسلوب الإرادة ، لا قرار ، لا موقف ، عقلك تتركه لغيرك يملأه بما يشاء من ترهات بلا أى تمحيص أو تفكير.
حبكة مختلفة قدمتها الكاتبة بأسلوب متميز ولغة بارعة مليئة بالسجع ولمحات من الكوميديا واسقاطات عديدة على ما نراه حولنا من ترهات وأوهام يتم ترويجها اعلامياً تعمل على اصطياد كل من يسلم لها نفسه طوعاً وبكامل ارادته ، ففى هذه الحالة تنطبق عليه خرافة أن الأنسان أصله قرد !!!.