وانت السبب يابا... الفاجومي وأنا > مراجعات كتاب وانت السبب يابا... الفاجومي وأنا > مراجعة ماجد رمضان

وانت السبب يابا... الفاجومي وأنا - نوارة نجم
تحميل الكتاب

وانت السبب يابا... الفاجومي وأنا

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

يمكن اعتبار هذا الكتاب «سردية درامية " فهو خليط مثير من الذكريات الطريفة والقاسية والعجيبة في آنٍ واحد، تسردها الكاتبة نوارة نجم، عن والدها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم.

استطاعت نوارة أن تفتح لنا عالما جديدا عن الشاعر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس. وذلك من خلال المقاربة بين الصورة العائلية والإنسانية لنجم وبين صورته كشاعر كبير، مع إلقاء الضوء على التباينات التي ظهرت مبكرا في حياة الكاتبة، ما بين العالم المرتب والمحسوب للأم الكاتبة صافي ناز كاظم، وبين عشوائية وعفوية عالم أحمد فؤاد نجم

فقد قامت بحشد أكبر قدر من التفاصيل الإنسانية والمشاعر الدافئة الحميمية، حكايات اتسمت بالصدق والبساطة والعمق الشديد في آن واحد، ليكون أشبه ما يكون بسردية ترصد مجموعة من المشاهد الإنسانية التي تعكس تجارب عميقة لكل من ظهر في الكتاب.

يشعر القارئ بمجرد الانغماس في الكتاب، أنه أمام محاولة شديدة الصدق للبوح والتحرر من آلام الذكريات التي تثقل الروح، مع اللجوء أحيانا إلى العتاب الحميمي بين الابنة وأبيها، الذي سرعان ما يتحول إلى محاولة ناجحة للتخلص من ألم أو غصة ومرارة في حلق الابنة، جرى إفراغها على الورق، قبل أن نصل إلى يقين تام بمدى خصوصية العلاقة بين نوارة ووالدها وتفرد تلك العلاقة بكل ما شابها من شروخ.

لقد قامت نوارة بتفكيك وتشريح العلاقة بينها وبين أبيها لتحرر نفسها، مثلما قامت بفض الاشتباك بين صورة نجم العائلية وبين صورته كشاعر، ثم حاولت المصالحة مع الصورتين، ومصالحة أيضا مع ذاتها الحائرة بين سلوكه كشاعر، وضعفه وفوضويته كإنسان.

أظهر الكتاب أن الدافع المحرك لنوارة هو احتياجها إلى والدها، وإلى حث والدتها صافيناز كاظم لها على الدوام على أن تبحث عنه، في منزل قديم يزدحم بأصدقاء نجم، في السجن، في أماكن كان يهرب إليها، إلا أن محاولاتها في الطفولة والمراهقة كانت تنتهي إلى عدم توفيق في بلوغ المراد من حيث الحصول على دعم الأب ودوره المؤثر.

ووسط ذلك لا تنسى نوارة أن تعيد تذكير القارئ بالكلمات التي تدل على حالة من العشق غير المشروط بين فتاة ووالدها، وإن شاب وجوده التقصير بعض الشيء، ولكنه احتفظ بلمسات حانية ودروس وغرس لقيم وذكريات لا يقدمها أي أب لابنته، حيث كان يحمل نجم قلبا مرهفًا محب لنوارة دون شك، لتكتمل تجربة إنسانية وثرية، تجذب القارئ بمجرد مطالعة غلاف الكتاب.

استخدمت الكاتبة أسلوبا سرديا متدفقا غلب عليه ـ"العامية السلسة"، واختارت ما يناسب الموافق من أبيات شعرية بديعة من أعمال الشاعر أحمد فؤاد نجم فاستطاعت أن توصل للقارئ كل ما تريد عن معاني الثورة والحب والوطن بشكل رائع ومؤثر.

أظهر الكتاب أن عددا من التناقضات التي كانت تظهر بوضوح بين نوارة ووالدها، لم تكن فقط تلك الفروق الفردية الإنسانية بسبب الظروف والتفاعلات العائلية، وإنما هي مرآة لتناقضات شكلت فجوة بين الأجيال التي عانت من تحولات وتفاعلات سياسية واجتماعية وثقافية مصرية صعبة وقاسية، وذلك كله بأسلوب لم يخل من السخرية الواضحة في أسلوب الكاتبة.

هدفه التحرر من أعباء ذاتية لدى نوارة بخصوص والدها، الذي لم يفقد صورته أبدا كشاعر فذ وعملاق، أرادت ابنته أن تعقد على الورق مصالحة مع الماضي، وأبرز رموزه وأيقوناته في ذهنها، أحمد فؤاد نجم الواد والشاعر الكبير.

وأخيرا: هو كتاب شيق، ما إن تبدأ في قراءته، لن تتوقف الا بعد الانتهاء منه .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق