باهبل مكة Multiverse > مراجعات رواية باهبل مكة Multiverse > مراجعة Hager Hegazy

باهبل مكة Multiverse - رجاء عالم
تحميل الكتاب

باهبل مكة Multiverse

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية باهبل مكة رواية ثقيلة ليست سهلة ابدا وذات مستويات عدة للفهم وللشعور...

مكة.. المدينة المقدسة.. افئدة الناس من كل الدنيا تفد اليها للعبادة وطلب المغفرة وسمو الروح.. ولكن.. تلك مدينة يسكنها بشر.. لا ملائكة.. البشر يعيشون.... يحبون.. يكرهون.. يخطئون.. يصيبون.. بل وربما حتى يقتلون... عاش هناك في زمن ما اناس يوئدون الينات..ويكبتون احلام الذكور.. لديهم من الجواري والعبيد وكانه عهد الجاهلية... وعندما يحدث التمرد وتقوم الثورة على الاجداد وعلى بيت العائلة..يكون جنون وهبل.. جنون الكتب وجنون الفن... جنون الحرية وحتى جنون التعري...لكل بطل من الابطال جنونه... عندما يصبح الجنون و (الهبل) هو النجاة من سجن العائلة..فلنشاهد اذن كل هذا الجنون...

تعرض الكاتبة قضاياها في مستويات عدة عبر سيرة عائلة السردار في جيلين متعاقبين ما بين مكة القديمة ذات البيوت البسيطة ومكة الحديثة بابراجها الفاخرة..

المستوى الاول هو قضية الابواب المغلقة على تقاليد بالية في بيت عائلة مكاوية من خلال رواية احد الاحفاد (باهبل) لحياة عماته حورية وسكرية ونورية .. حيث تشربت روحه بقطعة من كل منهن.. وايضا حياة اعمامه وجده وشخصيات اخرى.. الخط السردي يبدا من عام 2009 ثم العودة فلاش باك الى 1946 حيث تبدا حياة العمات في بيت ابيهن الديكتاتور مصطفى السردار.. ( لما تتولد لهم بنت يتكتمو عليها والبنات تموت والناس ما يعرفوا ان عندهم بنات.. وأد في الحياة.. هذا البيت مقبرة واقفة ادوار ومجالس ونحن محنطين فيها.. هذا داء العوائل المخلولة مثل عائلتنا)

تفاصيل البيت المكي القديم ووصف السوق والشوارع ويوميات العائلة من مناوشات وضحكات كان حميميا وصادقا جدا للحد الذي يجعلك وكانك تعيش معهم.. وكان كالعادة استخدام العامية المكاوية برغم صعوبتها دورا كبيرا في هذه الحميمية فجعل الابطال من لحم ودم

فاصبحت تضحك لضحكهم البائس وتغتم بهمهم المؤلم..

المستوى الثاني كانت الغموض الحائم للابد مابين المرض النفسي كالفصام ومابين تعدد العوالم المتوازية والقرين الروحي ( multiverse) كما في عنوان الرواية .. فسارت الرواية مابين الواقع والفانتازيا بشكل غامض ومربك الى حد كبير.. عن نفسي هناك شخصيات في الرواية لم اتبين للنهاية ان كانت حقيقية ام من خيال البطل ام من خيال العمات .. مثل شخصية نص لسان وشخصية ولد كفن!! كان على البطل ان يعيش غريبا موصوما بالجنون لمجرد اختلافه وتفرده النفسي فلا احد يفهمه ولا يشعر به غير ماضيه المتمثل في العمات الثلاث اللاتي يمثل هو روحيا قطعا منهن.. غير ذلك من اب وابناء عمومة وزوجة وابناء وزملاء عمل كلهم غرباء... هل هو تفرده الروحي ام انه المرض النفسي؟؟؟

المستوى الثالث كان الارتباط الروحي بالمدينة حين اعلن احد الاجداد ان ( مغادرة مكة خيانة روحية) .. وفي وصف مدخل مكة ( الذي يتوسطه نصب من تقاطع دورقين عملاقين لماء زمزم بانه رمز للعطش لفراق مكة والذي صار من المستحيل ريه بعد ان اغلقت للابد فوهة بئر زمزم وصار الماء المعجزة يضخ عبر مواسير) ومحاولة سرد جزء من تاريخها وشكل عمارتها وتقاليدها كنوع من التوثيق قبل ان تمحوها التوسعة والابراج الحديثة ومطاعم العولمة المنتشرة عبر طرقاتها...مكة ذات التركيبة السكانية المتباينة بسبب تعدد اعراق ساكنيها من عرب و ترك وافارقة وغيرها جعل لسكانها طبائع متباينة .. و علاقة مكة بجدة التي تعدها الكاتبة الشريان الذي يمد اهل مكة بالحرية القابعة على كورنيش البحر الاحمر...و هناك ايضا تأثر الابطال بالثقافة المصرية ادبيا وفنيا واجتماعيا...

الرواية كما قلت ليست سهله:

.. فمن ناحية السرد جاء احيانا غامضا فترجع بالصفحات للوراء لتفهم وخاصة في الخلط بين الواقع وبين الفانتازيا او لفهم حدث ما او شخصية ما.. هذا الرجوع كان مرهقا ولكن ليس مملا.. بالرغم من ذلك فهناك بعض من الفجوات الزمنية الفارغة في حياة عباس!! وكذلك بعض الشخصيات بترت فلم افهمها!!

من ناحية اللغة : السرد بالفصحى كان بليغا ومعبرا اما الحوار فكان بالعامية المكية مما اضفى صدقا وحميمية للمشاهد ولكن صعبا لمن لا يعرفها... ولكن بالبحث عن المعاني كان الفهم اسهل .. اعتقد لو كتبت الكاتبة الحوار بالفصحى لفقدت الرواية كثيرا من صدقها... فالصعوبة والبحث هنا افضل من عدم المصداقية

من ناحية الشخصيات جاء وصف الابعاد النفسية والانسانية لها ساحرا.. وجاء وصف جنونها جريئا جدا وثائرا

الرواية بالنسبة لي تجربة استحقت ان اخوضها.. وقصة مدينة احببت ان اتعرف عليها اكثر من الناحية الانسانية وليس القدسية...

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق