ماكيت القاهرة > مراجعات رواية ماكيت القاهرة > مراجعة Mohammed Makram

ماكيت القاهرة - طارق إمام
تحميل الكتاب

ماكيت القاهرة

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

❞ ابتسِمْ .. أنتَ في ماكيت القاهرة 2011. ❝

بالأمس كانت لدينا قاهرة المعز و الأن صار لدينا أيضا قاهرة الماكيت

يبدأ المشهد بطارق امام متحيرا في عمل يود له الخلود لكنه موقن أن الرواية ستفنى يوما ما. إذا فلتكن جرافيتي يزين حائطا ضخما على مشارف البلدة و لكن من يضمن بقاء البلدة ناهيك عن الحائط مهما بلغت ضخامته. فلتكن إذا ماكيتا مصغرا للواقع و لكن هيهات للواقع أن يبقى فما بالك بمجسمات صغيرة. جاءته فكرة الخلود مجسدة في فيلم على كاميرا محمولة بيد واحدة تماما كهذا العالم الذي لا يعرف الفناء طالما بقى الإله ممسكا بالكاميرا في يده. بعد ان انفرجت أساريره تذكر أن الإله نفسه وعد بدمار هذا العالم يوما ما و لم يضمن له الخلود أبدا و هنا قرر أن يدير ظهره للإله و يجعلها قصة مصورة على هيئة المانجا اليابانية التي لا تعترف أصلا بأي إله و تؤمن بتناسخ الأرواح في دورات لا نهائية من الحيوات و قبل أن يهنيء طارق إمام نفسه على الفكرة و بروح الفنان المرهف بداخله أيقن من لا يقينه و أدرك تهافت فكرته و شك في ذاته شكا لا فكاك منه و هنا تجلت عبقريته و اتخذ قراره المجنون. لن تكون رواية و لا ماكيتا و لا فيلما و لا جرافيتي و لا حتى مانجا.

ستكون كل ذلك.

❞ رغم ذلك كان على يقين أنه سيموت في عَرَاء أحد هذه الشوارع التي اختارها بيتاً، عاجزاً عن التكهُّن إن كان ثمَّة مَنْ سينحني عليه ليلتقطه، أم سيُترَك حتَّى تتفتَّت عظامه تحت أقدام العابرين. ❝

❞ عاصمةً خالية، لن تحصل أبداً على فرصة أن يعيش فيها أحد أو أن تختصر وطناً في اسمها لتُغذِّي كبرياءها. ❝

❞ المتاهة خلية مركزية، تتكرَّر عدداً غير نهائي من المرَّات، هذا التماثل هو عينه رعب الإنسان الذي يشكِّل مفهومه للأمان استناداً إلى نفي التطابق، بدءاً من اللغة، فلا دلالة دون حروف مختلفة، تشكِّل كلمة، ثمَّ كلمات مختلفة تشكِّل جملة، ثمَّ جُمل مختلفة تشكِّل كلاماً أو نصَّاً. والقانون نفسه يمتدُّ، ليشمل الموجودات والزمن والمكان .. تخيَّل لو أن الأشخاص جميعهم أنتَ أو كلّ البيوت بيتكَ. رعب المتاهة هو نَفْي اللغة. ❝

❞ لكنْ، أين المدينة؟ وأين هو منها؟ إنه هنا، هنا فقط، يفصله جدارٌ من فولاذٍ شفَّاف عن مدينتَيْن، إحداهما صَنَعَتْهُ، والثانية صَنَعَهَا، واحدة منهما داخل الأخرى، مثلما يشعر هو الآن أنه شخصٌ داخل شخص. ❝

❞ إنها ذاتٌ معروضة فقط، لكنْ، لا وجود لها إلَّا كموضوع للتلقِّي مثل مجسَّم بيت. ولو أنها قرصَت نفسها لتتأكَّد إن كانت حقيقية، فلن تشعر بشيء. ❝

❞ لم يفهم أبداً طبيعة الخطر الذي يمثِّله على المدينة. إنه أضعف من أيِّ شخص فيها، لا يملك مسدَّسات الشرطة وهَرَاوَاتِها، لا أسلحة الجيش ولا مطاوي البلطجية ولا منابر المشايخ. مجرَّد شخص هشِّ البنيان، وبعين واحدة. أيُّ رعدة يمكن أن تجتاح جسد مدينة كالقاهرة لمرأى شخص مثله. ❝

على الهامش

تحية خاصة للغائب الحاضر: منسي عجرم. ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

هامش أخر:

لينك قصيدة مضاجعة الواقع لعلي طاليباب

تجدها هنا

اقتباسات أخرى

❞ كانت نود زائرة يومية لكرنفال فعالياته الضجيجية والمفتوحة: مهرجان «الجاليري ميدان»، ملتقى «شغل كوميكس»، حفلات موسيقى الأندر جراوند، وعروض الفيديو آرت، ومعارض التصوير المفاهيمي، وأسبوع الكُتُب الممنوعة، فضلاً عن فعاليات السينما البديلة، والمسرح الفقير، وجرافيتي القاهرة العنيف، وغيرها من فنون الهامش والاحتجاج. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ اكتشف أوريجا، بينما يمزِّق الشهادات الهشَّة جميعها التي لا يملك حائطاً يرصُّها عليه، أن مسرحه الوحيد هو المدينة، لا ليُزيِّنها، لا ليضيف الرتوش اللازمة لوجهها المستعار، لكنْ، ليُعرِّي ذلك الوجه. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ لقد أدركت نود أنه الشيء الوحيد الأصيل في حياتها، حبرها السرِّيُّ، والقطعة الأصلية اليتيمة في عالمها المؤلَّف من كلِّ ما هو مقلَّد، هي التي لم تلمس أبداً شيئاً أصلياً، بدءاً من زجاجة البرفيوم وحتَّى وجهها نفسه، الذي جاء محاكاةً رديئة لتعاسة شخصَيْن. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ ظلَّ يرى أيَّ شخصٍ مزدوجاً، فيما يتخيَّل نفسه أيضاً شخصَيْن في حدقَتَي محدِّثه. كان يسأل، أيّهما الأصلي وأيّهما المقلَّد؟ أيّهما يمثِّل محاكاة للآخر؟ وبالمنطق نفسه، كان يسأل نفسه: أيّ العينَيْن ترى الحقيقة، وأيّتهما ترى الخيال؟ ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ لقد أدرك مبكِّراً أن طريقته الوحيدة ليواجه العالم هي أن يُشيح بوجهه عنه. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ كلاهما كان الزجاج وسيطه لاستنطاق شخصٍ يستحيل أن ينطق أو يغادر زنزانته، كلاهما منحتْهُ المدينةُ الشبقَ تجاه أشخاصٍ ينتمون لعالمها، لكنْ، لا يخضعون لشروط إنسانيَّتها. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ كان يسأل نفسه: هل كان قتل الأب ضرورة، كي يعرف هو أيّ يدٍ يملك؟ هل اليُتم سبيلٌ وحيدٌ لمَنْ قرَّر ألَّا يكون صورةَ شخصٍ آخر؟ في نهاية المطاف _ كان يجيب نفسه _ يستحقُّ الآباء جميعُهم من الكراهية قَدْر ما يستحقُّون من الحُبِّ. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ كم هي خطرةٌ اللغة إن لم نفهمها، وكم هي خطرةٌ إن فهمناها. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ استغربت نود أن هذه القُصاصة القادمة من الماضي تخصُّ فعاليةً تنتمي للحاضر، وتحمل توقيعاً مؤرَّخاً بالمستقبل، وكأنها تجمع الأزمنة الثلاثة بجرَّة قلم. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ وتساءل: هل تُكرِّر الغرفُ نفسها خلف هذه الأبواب، بالأحجام المتدرِّجة للمسز نفسها خلف كلِّ مكتب؟ أتكون حَيَّةً لا تزال في بقية الغرف أم يكفي موت أحد أجسادها لتموت جميع نسخها؟ ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ فمع اليوم الأخير للعرض سنفتح مزاداً لبيع ماكيت القاهرة لأعلى سعر .. وفور أن يرسوَ على المشتري، سيُدمِّر الماكيت نفسَهُ بنفسِهِ أمام الجمهور. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ الآن، في اللحظة ذاتها، يُطلُّ أوريجا على نود، وتُطلُّ نود على بلياردو، مثل قاطني بناية واحدة، يحيا كلٌّ منهم عُزلة زمنه. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ فهذه المرأة لم تكن مجرَّد إنسان، إنها سلطة، سُلطة نهائية وتامَّة، لا سبيل للنظر في عينَيْها، ولا يمثِّل جسدها، صغر أم كبر، سوى غلاف رقيق وهشٍّ لتوحُّشها العميق القادر على ابتلاع العالم في قدرته على الخَلْق والبناء والتدمير والمَحْو. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

❞ فوق ذلك، فإن منسي عجرم يحظى بأنصار، يصعب حصرهم، يملك كلٌّ منهم صورته المتخيَّلة له، فضلاً عن أعداء سيُرحِّبون بتجديفٍ كهذا، لأسبابٍ لا علاقة لها بالفنِّ، فالتجسيد، في بعض الحالات، لا يكون فحسب نوعاً من الاستفزاز، لكنه قد يغدو أحد أشكال الإنكار .. ❝

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق