العمل الثالث الذي اقرأه للكاتبة، والذي أكد لي غدوّها من الكتّاب الذين لن أكلّف نفسي عناء التفكير قبيل قراءتي لإعمالهم ” هل سينال إعجابي هذا العمل.. أم لا؟ “
فقط ابدأ في القراءة.. وأترك الأحداث تنهال فوقي.. ببطءٍ.. وشهوة للاطلاع على كتلة الحذاقة التي أنا على وشك الانغماس بها دون انتشالي.
ليست مجرد جريمة سينتهي العمل بمجرد العثور على الجاني..
لا، هي جريمة مضاف إليها جرعة اجتماعية رائعة تتخلخل داخلي تصوغ شعورًا خلّابًا، تلمس إنسانيتي، وتغيّر شيئًا بي.
أتصادق مع الشخوص، أنهك من التفكير معهم.. وأتوغل داخل حياتهم الخاصة.. تزورني مشاعرهم وأحمل على عاتقي مهمة الاستماع إليهم بـشغفٍ إلى الصفحة الآخيرة!
بقولي الصفحة الآخيرة..
الصفحة الآخيرة.. تلك التي أذاقتني شعور الإخفاق والهزيمة.. بعد أن سكن عقلي وتيقنت من-أغلب-شكوكي، وعلمت الجاني ودوافع الجرائم، إلّا أن الكاتبة أصرت أن تجعل الدهشة والهزيمة تعتريني بعد أن أذاقتني الفخر ولذّة الانتصار على ذكائها..لـتثبت لنا أنها الوحيدة منذ البداية التي تعلم الفصل الأول من الجريمة.. ولا أحد سواها.