على طريقة كفاحي لأدولف هتلر ، يقدم لنا حاييم وايزمان سيرته الذاتية الممثلة فى تأسيس وانشاء دولة اسرائيل. اذا كنت قد قرأت كتاب كفاحي ، لن تجد أى اختلاف جذرى بين النازية والصهيونية. كلاهما وجهان لعملة واحدة هى العنصرية البحتة.

الكاتب قدم لنا سيرة روائية جميلة جداً لأهم شخصية يهودية صهيونية فى تاريخ دولة اسرائيل. حاييم وايزمان الذى نجح نجاحاً منقطع النظير فى جمع شتات اليهود - رغم اختلافاتهم الداخلية العميقة - عن طريق حشد كل القوى الاستعمارية القديمة والحديثة للوقوف خلف مشروع واحد هو اقامة دولة اسرائيل على الأراضي الفلسطينية.

شخص واحد أقام الدنيا ولم يقعدها - لدرجة أنه استطاع تمديد الحرب العالمية الأولى - حتى يتسنى له تحقيق مآربه الخبيثة. هو شخص كان له مبدأ لا يحيد عنه ، يتمثل فى أنه يرتدى قناعاً مختلفاً فى كل مقابلة أو مهمة يؤديها مع الأطراف المعنية فى سبيل تحقيق حلمه. استطاع اقناع جميع القوى والأطراف الدولية رغم صراعاتهم واختلاف أيدولوچياتهم أن مصالحهم لن تتحقق إلا بانشاء دولة اسرائيل !!!. ياللهول فعلاً من هكذا عقلية.

بالطبع الأمر لا يخلوا من خيانة عربية صميمة - كالعادة - للقضية الفلسطينية فى مقابل مصالح وهيمنة شرق أوسطية عربية لبلاد بعينها تم ذكرها فى أحداث الكتاب.

كتاب كاشف وفاضح للكثير والكثير من الأحداث التى مهدت لقيام دولة اسرائيل على مدار خمسين سنة تقريبا وصولاً لأحداث النكبة عام ١٩٤٨.

اذا أردت أن تعرف كيف وصلت الأمور إلى ما نحن فيه الأن ، عليك بقراءة الماضي أولاً حتى تتضح لك الصورة بشكل كبير وتنكشف لك أمور هى بالتأكيد كانت غائبة عنك بشكل أو بأخر.