اقتباسات من رواية جزيرة الأشجار المفقودة

كان المطر ينهمر في الخارج، والعالم يغرقُ في وابلٍ جارف. وكانت شجرة الزعرور أمام غرفتها تلامسُ النافذة كلَّما هبَّت الريح، كما لو أنَّها تريد أن تقول لها شيئًا من خلال الزجاج.‏

لعلَّنا نمنح الحزنَ أسماءً مختلفةً، لأنَّنا نخاف أن نسمِّيه باسمه»

قد يكون الجنون الحرِّيَّة الحقيقيَّة الوحيدة في هذا العالم المحكوم بالقواعد والأنظمة التي لا منطق لها، والتي عادةً ما تحابي القلَّة على حساب الكثيرين.‏

لا يوجد مكانٌ أغرب من العقل البشريّ؛ إذْ يُصبح وطنًا ومنفى.

لم يخطر في باله شيءٌ آنذاك إلاَّ وسادة الدبابيس التي تستخدمها أمّه حين تخيط. هكذا كان قلبه الآن، تنغرز فيه عشرات الإبر.

هناك لحظات في الحياة ينبغي لكلِّ واحدٍ فيها أن يصبح مقاتلاً بشكلٍ أو بآخر. إنْ كنتَ شاعرًا، تقاتل بكلامك، وإنْ كنتَ فنَّانًا، تقاتل بلوحاتك… لا يمكنك أن تقول «المعذرة،

أنا شاعرٌ فقط، اذهبوا لغيري». لا يمكنك أن تقول هذا في وقت الظلم والقهر والألم».

يومًا ما، سوف تستفيد من هذا الألم.‏

تعلَّمتُ أنَّه لا فائز في الحرب والتقسيم، لا البشر ولا غيرهم.‏

‏من أين تبدأ قصَّةُ المرء حين يكون لكلِّ حياةٍ أكثر من خيطٍ واحد؟ وحين يكون ما نُسمِّيه مولدًا ليس البداية الوحيدة، في حين أنَّ الموت ليس بالضبط نهايةً؟‏

إنَّ الوحدة محضُ اختراع البشر

هل من الممكن أن يرث الإنسان شيئًا غير محسوسٍ وغير قابلٍ للقياس، كالحزن؟‏

«التاريخُ موضوعٌ مدهشٌ جدًّا. فكيف لنا أن نُشكِّل مستقبلنا إن لم نفهم ماضينا؟»‏

كانت أُمُّها تتفهَّم الأفكار الجامحة، الأفكار الشقيَّة، تتفهَّم ذلك ‏الجانب المظلم من القمر‏. قالت ذات مرَّةٍ شبه هازلة إنَّها كانت لفرط تمرُّدها لا تصلح أن تكون أُمًّا جيِّدة، ولفرطِ أمومتها لا تصلح أن تكون متمرِّدةً جيِّدة.

إلى المهاجرين والمنفيِّين في كلِّ مكان..‏

⁠‫‏أولئك المنبتِّين عن جذورهم، ومَن غرَسوا لهم جذورًا جديدة، ومن لا جذور لهم..‏

⁠‫‏وإلى الأشجار التي تركناها وراءنا‏

⁠‫‏المتجذِّرة في ذكرياتنا.‏

‫ ‏إنْ ذهبتَ يومًا إلى هناك، وإنْ دفعتْك الغريزةُ أو الفضول إلى أن تميل على الحافَّة وتسترق النظر، في انتظار أن تتكيَّف عيناك مع العتمة، فقد تلمحُ التماعةً في الأسفل، كالوميض الهارب من حراشف سمكةٍ قبل أن تختفي في الماء مرَّةًأخرى لا يخدعنَّك هذا، فلا أسماك هناك، ولا

أفاعٍ، أو عقارب، ولا عناكب تتدلَّى من خيوطٍ حريريَّة تلك الالتماعةُ ليستْ من كائنٍ حيّ، بل من ساعةِ جيبٍ قديمة، مصنوعةٍ من ذهب الثمانية عشر قيراطًا، ومكسوَّةٍ بعَرَق اللؤلؤ، نُقش عليها بيتُ شِعْرٍ يقول:‏ ‫ ‏

مقدورُكَ أن تصل‏ ‫

فلا تتعجَّل الرحلةَ أبدًا‏

‫ ‏على ظهر الساعة حَرفان

أو بالأحرى حرفٌ واحدٌ مكرَّر:‏

‫ ‏ي ي‏

يارب

ياكريم

😇🫣

سيكون في الأمرِ دمٌ: يقولون إنَّ الدمَ يُورِث الدم.‏

‫ ‏والأحجارُ، على عهدِها، تتحرَّك، والأشجارُ تنطق…‏

‫ (وِليَم شكسبير، مسرحيَّة ماكبث)

الحياة ليست عَقدًا تجاريًّا، أو اتِّفاقًا محسوب الأخذِ والعطاء، وأنَّ المشاعر ليست مشروطه بالتبادل

الزَمنُ طائرٌ مغرِّد، في وِسعك أن تأسِره، شأنه شأن أيّ طائرٍ مغرِّد. يمكنك أن تحبسه في قفصٍ لفترةٍ أطول ممَّا تتخيَّل،