عائد إلى حيفا > اقتباسات من رواية عائد إلى حيفا > اقتباس

كنت أقول لنفسي: ما هي فلسطين بالنسبة لخالد؟ إنه لا يعرف المزهرية، ولا الصورة، ولا السلم ولا الحليصة ولا خلدون، ومع ذلك فهي بالنسبة له جديرة بأن يحمل المرء السلاح ويموت في سبيلها، وبالنسبة لنا، أنت وأنا، مجرد تفتيش عن شيء تحت غبار الذاكرة، وانظري ماذا وجدنا تحت ذلك الغبار… غباراً جديداً أيضاً! لقد أخطأنا حين اعتبرنا أن الوطن هو الماضي فقط، أما خالد فالوطن عنده هو المستقبل، وهكذا كان الافتراق، وهكذا أراد خالد أن يحمل السلاح عشرات الألوف مثل خالد لا تستوقفهم الدموع المفلولة لرجال يبحثون في أغوار هزائمهم عن حطام الدروع وتفل الزهور، وهم إنما ينظرون للمستقبل، ولذلك هم يصححون أخطاءنا، وأخطاء العالم كله. إن دوف هو عارنا، ولكن خالد هو شرفنا الباقي. ألم أقل لك منذ منذ البدء إنه كان يتوجب علينا ألا نأتي… وإن ذلك يحتاج إلى حرب؟

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

عائد إلى حيفا

هذا الاقتباس من رواية