مدخل الرواية مشوِّق ، حيث ابتدأت من أم دانيال المسيحية التي تسكن حي البتاويين ، و التي يراها البعض بركة الحي ، فلا يحدث في الحي شيء سيء وقت تواجدها فيه ، فقدت ابنها في الحرب العراقية الإيرانية ومازالت تنتظره.
هادي العتاك والذي يسكن بجوارها ، قام بتجميع أجزاء من أجساد متناثرة نتيجة الانفجارات ليكوِّن منها جسدا واحدا بدا غاية في البشاعة ، عاد ذات يوم لمنزله بعد شهوده انفجارا بقرب أحد الفنادق ليفاجأ بعدم وجوده ، لم يعلم أن روح حارس الفندق والذي قضى في ذلك الانفجار و تناثر جسده أتت لتتلبس هذا الجسد !
أطلق هادي العتاك على الجسد الذي صنعه: "الشسمه" أما رئيس تحرير الجريدة التي يعمل بها الصحفي محمود السوادي أطلق عليه: "فرانكشتاين" .
في البداية كان "الشسمه" ينتقم للضحايا الذين تكون جسده من أشلائهم ، فيقتل قاتليهم ، مع الوقت علم أنه كلما انتقم لأحدهم فإن الجزء الخاص به في جسده يتحلل ، ويصبح بحاجة لجزء آخر من جسد آخر حتى يستطيع إكمال مهمته التي اتضح له أنها لن تكتمل .
كان بحاجة إلى أشلاء لضحايا أبرياء ليكمل بها ما نقص من جسده ، و لما لم يجد و كان في حاجة ماسة لعينين -بعد أن أظلمت إحدى العينان اللتان يملكهما و كان على وشك فقد الأخرى- وجد أمامه شخصا بريئا فقتله ليحصل على عينيه .
"الشسمه" يرى أنه "المواطن العراقي الأول" لأنه "مكون من جذاذات بشرية تعود إلى مكونات و أعراق و قبائل و أجناس و خلفيات اجتماعية متباينة" ص ١٦١
الرمزية التي تحملها شخصية "الشسمه" لها عدة دلالات ، و من خلفها معانٍ أراد الكاتب إيصالها فاستخدم الفانتازيا لتعبر المعاني التي ود إيصالها من خلالها .
البناء الدرامي للرواية محكم ، النهاية جيدة ، الرواية تعرض جزءا من الواقع ، جزء كريه لكنه موجود ، الرواية مليئة بالقتل والدماء .. الانفجارات التي اعتاد الناس حدوثها بين يوم و آخر ، الضحايا ، الأشلاء المتناثرة التي فارقتها الروح و ضاع منها الجسد .. القتل حسب الهوية .. الخ
من يثأر للضحايا وسط هذا الشغب و بين هذا الكم من الفِرَق : الجيش الأمريكي ، الشرطة العراقية ، ميليشيات سنية و شيعية مسلحة ، القاعدة ؟
من هنا ظهرت شخصية "الشسمه" ففي البداية بدت مهمته نبيلة ، لكن مع الوقت تحول معناها لتغدو غاية في البشاعة .
لغة الكاتب بسيطة ، لم أرصد أي خطأ نحوي ، لكنها مليئة بالأخطاء الإملائية ، كلها -ماعدا كلمة واحدة- في الهمزات ( وصل و قطع) .
الأخطاء مثل : رما ، الى ، احتاج .. الخ ، وجود كلمات عامية مثل : "تمرق ، ميز، أضوية ، كاسة " كان مزعجا ..
عموما الرواية تستحق القراءة ، مع أني لم أحبها .