فرانكشتاين في بغداد > مراجعات رواية فرانكشتاين في بغداد > مراجعة Radwa Ashraf

فرانكشتاين في بغداد - أحمد سعداوي
أبلغوني عند توفره

فرانكشتاين في بغداد

تأليف (تأليف) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

أعترف بأن الرواية كانت مملة في بدايتها لدرجة أنني كنت أفكر في عدم إكمالها. ولكن مع بداية الفصل العاشر "الشسمه" وتغير كل شئ، فلقد أعجبتني في مجملها.

تتناول الرواية شخصيات عراقية كثيرة مهمة، متنوعة ومختلفة الخلفيات، فهناك ايليشوا العجوز التي تنتظر عودة ابنها دانيال وتؤمن بصورة لقديس، فرج الدلال، الصحفي محمود، وغيرهم ولكن أهمهم هو هادي العتاك وبطله "الذي لا اسم له" أو كما يطلقون عليه "الشسمه".

"الشسمه" هو عبارة عن جثة تم صنعها في البداية من أجزاء مختلفة لبقايا أجساد ضحايا التفجيرات في العراق، لتدب فيه الروح، لتصبح مهمته الوحيدة الإنتقام لهؤلاء الذين يتكون جسمه منهم، ويقتل من تسبب في مقتلهم. تصبح الأمور أكثر تعقيداً، عندما يكتشف أن جسده بدأ يحوي أجزاء من أجساد مجرمين كذلك، فيفقد طريقه وهدفه.

من اهم النقاط في الرواية، أولاً فكرة الخير والشر ووجودهم في الانسان، فلا يوجد إنسان خير تماماً، كما لا يوجد إنسان شرير بالكامل، كل منا يوجد بداخله الخير والشر. لذلك لا يوجد من هو مجرم حقاً، فهذا المجرم لا بد أنه كان ضحية في فترة من حياته.

ثانياً، نلاحظ أن القصة تتمحور حول "دانيال" ابن العجوز ايليشوا، وإن لم نراه حقاً، ولكن لاحظنا تجسيده في شخصيتين، الشسمه وحفيدها. وهذا يدفعنا للتفكير أيهم يحمل أكبر قدر من روح دانيال فعلاً. وبالتفكير في العجوز إيليشوا، نفكر في صورة القديس ماركوركيس وإرتباطها بها وإكتشافها لتفاصيل مختلفة في لوحته في كل مرة تراه فيها، وربما إرتباطها به حتى النهاية كان ذا دلالة ما.

وأخيراً، سيطرة التنجيم والشعوذة على خط سير الرواية إلى جانب الدين "المسيحية خاصة" وهذا أمر مثير للإهتمام، لأنه من الصعب أن يجتمعا الإثنان بهذا القدر من الإيمان والثقة فيهما. ونرى ذلك في شخصية "كبير المنجمين" الذي تحول من ساحر إلى رجل دين في ثواني.

الشخصيات مرسومة بعناية وتتضح سيرهم الذاتية المختلفة على خط سير الرواية، وقد أجاد الكاتب إيصال شكل العراق وتأثير التفجيرات عليه في تلك الفترة، وكيفية توائم الناس من مختلف الطبقات والديانات مع بعضهم البعض في مثل هذه الظروف.وإقتباسه لثيمة "فرنكشتاين" بهذه الطريقة ربما هي أفضل ما في الرواية. وإن كنت أفضل أن يتم التركيز على الشسمه أكثر من هذا فمع إقتراب النهاية نجد ان الصحفي محمود يصبح في بؤرة الضوء دون أن نعرف كيف ولماذا، ويتم تجاهل الشسمه، رغم أنه بطال الرواية من الأساس.

الأسلوب ليس من أفضل الأساليب التي قرأتها حتماً، لكن القصة لازلت أرى أنها ربما من أفضل القصص التي تم تقديمها مؤخراً في الأدب العربي، وقد يشفع هذا ملل الرواية ورتابة الأسلوب.

اللهجة العراقية العامية أضفت جانياً واقعياً على الرواية لكن للأسف لم أفهم معظم الحوارات بسبب ذلك وإضطررت لإعادة قرائتها أكثر من مرة. الرواية في نصفها الأول مملة وتسير الأحداث فيها ببطء.

ولكني علي أن أعترف أنني أعجبت بالنهاية للغاية، تركت الكثير من الأمور المعلقة وإحتمالات كثيرة مفتوحة لشخصيات الرواية. كنت في حيرة بين أربع وثلاث نجوم، لكن وجدته عوضني عن بعض الملل الذي استشعرته في بداية الرواية فقررت أن أعطيها أربع نجوم.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
2 تعليقات