باب الزوار > مراجعات رواية باب الزوار > مراجعة هبة هنداوي

باب الزوار - محمد إسماعيل
تحميل الكتاب

باب الزوار

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

باب الزوار

منذ أن رأيت العنوان لأول مرة انتابتني حالة من الشك واليقين معا. ما هذا العنوان؟ أتراه يقصد ما في بالي؟ وجدتني أهرع لأسأل محمد إسماعيل إن كان يقصد باب الزوار الجزائري فكانت إجابته أن نعم هو تماما ما أقصد والرواية تدور حول الجزائر.

تهللت أساريري وتحمست لقراءة رواية مختلفة لسببين أولهما لما أثاره ذكر الجزائر من ذكريات سعيدة لارتباطي بصداقة جزائرية قديمة أولا ولزيارتي لهذا البلد الخلاب قريبا وتفاعلي معه ومع أهله ولهجته الي ألفتها رغم صعوبتها.

(إلى أيام لا تمحى من الذاكرة...إلى الجزائر) كان الإهداء وكان أن تدفقت معه ذكرياتي أنا شخصيا فصديقتي الجزائرية كانت رفيقة أيام اسكتلندية لم تمحَ من ذاكرتي بدورها. فتحت الرواية ودلفت إلى عالم عشت معه برؤية مختلفة وقراءة غير عادية فأنا أعلم الكثير من التفاصيل المذكورة ومشيت في شوارعها الضيقة القديمة والواسعة الحديثة بل ووقفت أعلى سفح الجبل أمام كنيسة سيدة أفريقيا. كنت هناك على جبل تيزي ووزو بين الأمازيغ بلغتهم الغريبة وترحابهم بي. مازلت أحتفظ بصابونة( قيل لي أنها دليل حب ومودة) وعود ريحان وقنينة عطر صغيرة هدية من فتاة أمازيغية لم تفهمنى ولم أفهمها إنما كانت الابتسامة رسول محبة بيننا في ساعة قضيتها ضيفة في بيتها في قلب الجبل. أعادت لي الرواية مذاق الكسكس وطاجن الحوت وإن كنت بحثت عن الرشتا والبسطيلة فلم أجدهما ...وشممت رائحة خبز (الباجيت الفرنسي) والمطلوع العربي وختمتها بحلاوة المقروط والبغرير.

تفاعلت مع الأبطال الذين قيدتهم أهوال العشرية السوداء فأحالت حياتهم جحيما بفقد الأحباب داخل الوطن أو هربا منه. قابلت في اسكتلندا أكثر من (باهية) ممن أجبرن على التنازل والإدعاء فقط لينالوا جواز السفر البريطاني والتخلص من لقب لاجيء غير قانوني. قابلت شابا جزائريا قطعت يده في يوم أسود من تلك الأيام السوداء وأسرة شابة صبغت الأم شعرها بلون أزرق وملأ الأب جسمه بالوشم وادعوا تنصلهم من دينهم وأصلهم أملا في نجاة مزعومة بلجوء سياسي لكنهم شاركونا صيام رمضان سرا فباطنهم مستور وظاهرهم يقدم التنازلات بلا حدود.

(باب الزوار) تحمل الكثير من التساؤلات المشروعة لشخص خبر تفاصيلها وتاريخها وعاش بين أهلها كما أخبرني كاتبها.( كان العدو في زمن الأمير واضحا جدا، فرنسي مستعمر يسهل تمييزه بزيه العسكري وبشرته البيضاء. أما أنت يا فاطيما فيلزمك الذهاب للماروكية لتعرفي غريمك. كيف أعتب عليك اللجوء للسحر إذا كان عدوك اليوم يشبهك حد التطابق؟)

(ابحثي عن المستفيد يا فاطي. من المنتفع ومن المتضرر مما يحدث؟ هل من حارب جيش فرنسا وأخرجها من البلاد لا يقوى على أعداد قليلة من عصابات أقل منه عددا وعدة؟) تتناول الرواية العشرية السوداء بجرأة وقوة كموج عتيد عانى الجميع من أهواله حتى جاء اتفاق الوئام ليسكن البحر الهائج رغم رفض البعض لكن( ما عادوا ينظرون للخلف، فالمشهد مريع، بل ما عادوا ينظرون للأمام أيضا فالرؤية زائغة. سنوات الدم تقصر نظرك وتحده في نصف دائرة فائقة الصغر حدودها اليوم ومن تعول.)

يقول الكاتب( ما الغرابة في أن يتوق المبنى لمن أقامه؟) وأقول: ما الغرابة في أن يتوق الإنسان لبلد عاش فيه ولو لأيام قليلة كما فعلت؟

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق