سلاطين وبكوات > مراجعات كتاب سلاطين وبكوات > مراجعة Fedaa El Rasole

سلاطين وبكوات - محمد عرموش
تحميل الكتاب

سلاطين وبكوات

تأليف (تأليف) 2.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

هب أنك دخلت إلي كهفٍ كبير ملئ بالمغارات والثقوب التي تؤدي كل فتحة فيها إلي مخرج مُختلف تماماً عن الأخري، والتي بتغييرها يتغير موقعك ويختلف طريقتك وربما تتيه بين كل هذه المنافذ وتقف كما الحائر لا يدري إلي أين يذهب، ولكنك بالتأكيد لن تضل لأنك مُحاط بأنوار المعرفة وكنوز الذِكري.

الكهف هو التاريخ، ومغاراته هو التوقيتات والأحداث المختلفة ونحن الآن علي شفا جُزء منها نطالعه بين دفتي الكتاب الحاضر.

التاريخ المملوكي مُمتد قرابة المائتي وخمسين عاماً حكموها في مصر وامتدوا بها إلي الشام، بطولات وسقطات، أوضاع متقدمة ثم استقرار وسقوط، هكذا هي عادة دوران وقائع التاريخ وسريانه علي كل الدول.

من مقدمة الكتاب تبين رصده لتحول من بقي من المماليك بعد سقوط عهدهم وتحولهم إلي بكوات في الحكم العثماني مع ذكر ما تبقي منهم من شخصيات بارزة كان لها صيت في التجارة أو مقاومة الحملة الفرنسية، كل ذلك مر عبر استعراض تاريخي للفترة المملوكية وبداية الفترة العثمانية.

كانت علاقة المماليك مع العثمانيين جيدة ولكن بدأت التوترات حينما تعارك الإخوة العثمانيين علي الحكم فهرب واحد منهم للاختباء في القاهرة فأحاطه السلطان الأشرف قايتباي بعنايته وأمنه علي حياته وهو ما أساء البلاط العثماني الذي طالب المماليك بتسليم أخوه لكنهم رفضوا.

انتصر المماليك علي العثمانيين في ثلاث مواجهات كانت إحداها في البحر، ١٤٨٤ و ١٤٨٦، ١٤٨٧، ويرجع ذلك إلي قوة الجيش المملوكي في عهد قايتباي الذي كان يحتفظ بقوة هائلة وشجاعة قتالية عالية.

النزاع المملوكي العثماني قُتل بحثاً وتأريخاً وله وقائع مُثبته مهما اختلفت معها أو اتفقت لكنها تظل حقائق مُثبته تاريخياً ذكر الكاتب بعضً منها، مثل مساوئ نهايات العهد المملوكي وشيوع الفساد قبل السقوط، وبأن دوافع العثمانيين لدخول القاهره ومحاربة الصفويين ليست دينية ولا سياسية بحته ولكن خلفها انتقام مستتر من السلاطين الذين آووا إخوة سلاطين العثمانيين الذين هربوا من مقصلة التنازع علي الحكم.

الحكي في هذه المنطقة التاريخية لم يُضف اي جديد، واقتصار الكاتب علي ذكر مساوئ المماليك دون موازنة مع ذكر مساوئ الحكم العثماني غير منصف، فالأسباب التي رُوِج لها من العثمانيين لاستباحة القاهره لم تتغير ولم تتعدل بس ساءت أكثر من الأول، كان ينبغي أن يُذكر ذلك بوضوح وصراحة دون تلميح أو تخفي.

كان ينبغي مع ذكر محاولات المماليك لإنقاذ أهل الأندلس ومحاولة نجدتهم أن يشار إلي صموت الدولة العثمانية وتركيزها الأكبر علي وضعها السياسي ونزاعاتها الداخلية، وأن يؤخذ في الاعتبار أن كل دول الخلافة قامت مكانها دول إسلامية أُخري باختلاف المسميات، الدولة الوحيدة التي تحولت بعدها أراضي المسلمين إلي مستعمرات أجنبية ووطئها الاحتلال هي الدولة العثمانية!.

أيضاً فكرة نفي الاستحقاق عن أولوية الخلافة للعرب لإعطاء مسوغ منطقي لحصول العثمانيين عليها وأخذها بالاعتبار، كانت فكرة منطقية غير مُثبته بدليل، وإن وجد دليل في هذه المسألة فبلا شك أن يكون في سياق الفكرة التي مهد لها الكاتب.

الكاتب تحدث عن الفترة العثمانية باعتبارها منقسمة الي ازدهار وتقدم ثم رجعية وتخلف وبالحديث عن مصر فلم يأت بأي دليل علي وجود هذا التقدم بعد دخول العثمانيين مصر !! لأن كل فترات الازدهار قد اختفت مع مؤسسين الدولة العثمانية الأوائل الذين أيضاً ذكرهم الكاتب بالأسم!.

تبرير فكرة احتلال سليم الاول لمصر وإسقاط الدولة المملوكية بحجة صد هجمات البرتغاليين وخطرهم المحتمل! حسناً، ما النبأ الذي أتانا ووصل إلينا من التعامل العثماني مع البرتغاليين بعد دخول القاهره!! ولم لَم يعهد السلطان العثماني للمماليك بسد هذا الثغر واستمالتهم بالعهود والمواثيق؟!

عرض التاريخ في الكتاب سلسل ومُبسط، ودخلنا لتاريخ بكوات المماليك عبد الرحمن كتخدا و الشاهبندر اسماعيل ابو طاقية وتعرفنا عليهم وعلي تاريخهم أكثر، وهذا غير الملحق الذي زيل نهاية الكتاب والذي تحتوي أسماء ومصطلحات مملوكية ووضح معناها.

#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة.

#دار_الرسم_بالكلمات.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق