ثاني قراءتي في العام، والحمدلله للمرة الثانية على التوالي يقع في أيدي عمل جميل، شكلها هتبقي سنة حلوة أدبياً ان شاء الله 😊♥️

بتبدأ القصة بــهاني، شاب عايش حياة نمطية، من الشغل للبيت والعكس صحيح زي ما بنقول كدا و بيهوي علي نفسه بقعدة القهوة، وفي احد الأيام بتجره رجليه انه يتصفح تطبيق (تندر).. وهو عبارة - بإختصار - عن منصة للتعارف مش اكتر

بحيث كل واحد/ة يعرض صورته مع شوية بيانات عن شخصيته وحياته لكي تكن فرصة بلقاء شريك حياته

وهاني بيتشد لأحد البنات علي المنصة من صورتها وبيبدأ يتكلم معاها، ومن هنا وهما بيفضلوا فترة طويلة بيدور بينهم محادثات ((فقط)) لحد ما في مرة بيقرروا يتقابلوا علي ارض الواقع، وهنا كانت المفاجأة بالنسبة لهاني.. لأن أروي - فتاة تندر - كانت مختلفة شوية عن صورها.. هي نفس البنت لكن في اختلافات شكلية ملحوظة، بررت بها البطلة انها فلاتر السوشيال ميديا ودا كان منطقي ومقبول لهاني.. ومع تقدم الاحداث بيكتشف هاني بعض الأمور عن شريكة حياته الجديدة.. وزوجته المستبقلية كمان!!

⚠️ يصلح العمل لمن هم +18 لوجود احداث عنيفة ⚠️

السرد واللغة في العمل كانوا بدرجة جيد جداا.. سرد سلس، تسلسل أحداث منظم وغير مربك، يحمس القارئ علي إكمال العمل بدون ملل.. لغة عربية فصحي سليمة وليس عليها غبار وماشية مع اجواء العمل دون استعراض عضلات، حوار بالعامية المصرية ودا احد سلبيات العمل (مش كونه عامية إطلاقاً ولكن هذكر ليه تحت👇👇)

ينتمي العمل لفئة الاعمال ذات الشخصيات القليلة.. يعني تقريبا الرواية كلها بتتمحور حول ثلاث شخصيات رئيسية وكام شخصية مساندة للأحداث.. ودا من المفترض ان يعطي للكاتبة فرصة بناء تاريخي وتصميم جيد لأن مفيش شخصيات محورية كتير نشتغل عليهم.. هل دا نجح؟؟

بنسبة كبيرة جدا، آه

شخصية أروي (وشخصية اخري مستحيل اذكرها لأن فيها حرق وش 😂).. أروي زي ما قلت كانت البنت الي أرتبط بها هاني عن طريق المنصة، والي كانت متصممة بشكل رائع يا صديقي، من حيث التصاعد الجيد (الممهد) عشان توصل للذروة في دورها في العمل، مش عايز ادخل في تفاصيل عن بناءها عشان فعلا الحرق لكن بجد شاطرة يا ا لبني علي الشخصية دي بالذات..

اما هاني.. كان جيد، مش واخد حقه زي اروي بس جيد.. وانت كقارئ مش هتحس انه كان شخصية مسطحة مثلا او ضعيفة في التصميم.. بس عظمة اروي غطت عليه شوية

من افضل جوانب العمل او أفضلها والله، هو الـتوجس🧐

الي هو انت مش عارف في ايه، هو الاحداث ماشية عادي.. بس انت خايف وقلقان.. طب من ايه متعرفش😂

ودي بقي وظيفة الكاتب/ة الشاطر/ة، انه يكتب عمل اثارة وغموض يكون في اثارة وغموض فعلا فاهم قصدي؟

فبرده تحية للكاتبة

و مستحيل اغفل عن التصاعد الممتاز للعمل حتي النهاية.. حقيقي حاجة نضيفة 😅

الـflashbacks الي كانت عن طريق خطابات اتعملت حلو اووي

النهاية كانت.. ختامها مسك كدا

قفلت كل الثغرات.. جاوبت كل الأسئلة وكانت مقفولة الحمدلله مش مفتوحة عشان بتغاظ

نرجع لنقطة الحوار والسلبيات..

الحوار طول العمل كان زي الفل.. من حيث الكثافة والجودة.. تمام

لكن في اخر فصول العمل وهو ظهور الحبكة وتفجر الاحداث بقي، في شخصية - مش هوضح بنت ولا راجل- الكاتبة قررت انها تحكي أحداث بحوار كتيييير كان ممكن يبقي سرد سينمائي.. ودي للاسف مشكلة بصراحة من وجهة نظري لانها قللت نسبة المتعة

ان الاحداث تتحكي في صورة حوار بدل سرد، مش احسن قرار

من الحاجات برده الي هتقلل من متعة التجربة عند معظم القراء.. هو التوقع للحبكة بدري..

شوف، هي مش ظاهرة اوي لأن زي ما قلت الكاتبة ممتازة في عامل الغموض..لكن.. الي بيقرأ من زمان (في الفئة دي من الأعمال) الي هو حريف.. يعني اظن صعب تدخل عليه!

وانا مش بدعي اني كدا.. بس بقول الي شايفه او الي حسيته♥️

الخلاصة، عمل جيد جدا، صغير ويخلص في قعدة، فيه قدر لا يستهان به من الغموض و المتعة.. ونهاية جميلة هتعلق معاك 😉😉