وانت السبب يابا... الفاجومي وأنا > مراجعات كتاب وانت السبب يابا... الفاجومي وأنا

مراجعات كتاب وانت السبب يابا... الفاجومي وأنا

ماذا كان رأي القرّاء بكتاب وانت السبب يابا... الفاجومي وأنا؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.

وانت السبب يابا... الفاجومي وأنا - نوارة نجم
تحميل الكتاب

وانت السبب يابا... الفاجومي وأنا

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    مضى وقت طويل لم اقرأ فيه بغرض المتعة لا المعرفة لذا فقد كانت رغبتي الأولى هي المتعة وقد تحققت؛ وهو لا ينفي تحقق المعرفة أيضًا. الحقيقة ورغم تشابك العلاقات ومعرفتي الشخصية بعدد لا بأس به من المذكورين في القصة وحضوري لعدد من الأحداث، إلا انني لم التق بعم نجم رحمة الله عليه ولا مرّة واحدة ..

    المتعة والمعرفة هنا نتاج مباشر لأسلوب الكتابة وصدقه ومحاولة الحياد فيما لا حياد فيه ..رغم كل شيء، هي ابنته وتكتب عنه!

    سأبدأ بالكلام النظري أو السخف النقدي ويمكنك تخطي هذا الجزء...

    العمل أدبي من الدرجة الأولى (قصة/رواية/سيرة ذاتية ثنائية) يمكنك أن تسمها ما شئت فهو أمر لا يعنيني والمقام لا يسمح بشرح الفرق بين القصة والرواية هنا؛ إلا انه يحتوي على حبكة وحبكة موازية ولهما بداية ونهاية وذروة ثنائية. ذروة لقصة الأب وذروة لقصة الابنة. الأصل هو ما يجمع حياتهما معا. تتفرق خطوط الحكايا وتلتقي في ضفيرة ممتعة وقوية التركيب كصلة الدم التي تجمع بين شخوصها. لا يوجد من هو على خطأ في هذه القصة، لا دروس أخلاقية إلا الفطرة السليمة. هذه القصة ببساطة هي شرح واف لمقولة كاتبة فرنسية لا أذكر اسمها الآن، وهي تقول "الفهم التام، غفران كامل". هي محاولة للفهم والغفران المتحقق من الأصل بفضل نزاهة الأغراض وحسن النوايا. امّا الأسلوب السردي فقد عبرت عنه الكاتبة بشكل صريح وهو "تيار الوعي" فالانتقال بين الأحداث يخضع لتداعي الأفكار والحكايا ولكنه تيار مريح للأعصاب؛ ليس بتعقيدات "جيمس جويس" ولا الاعيب "لورانس سترن"، هو أقرب لـ "فيرجينيا وولف" ولكن لا مقارنات هنا، هو فقط تقريب للمهتمين بالجانب النظري للموضوع. كما لا يخلو الأمر من الانتماء للمدرسة الرومانسية التي يبدو أنها تجمع بين نجم ونوّارة. هناك الكثير من السمات فيما يخص هذا الموضوع؛ رؤية الجمال في فوضى الحياة واستخدام لغة البسطاء وإن عسرت على فهم النخبة وكذا التعبير عن المشاعر والأحاسيس وإيصالها في شكلها الخام دون تعقيد وتقعر وبخالص الانتماء للأصول والمؤثرات الاجتماعية والبيئية والدينية كذلك.

    نكتفي بهذا القدر من التنظير...

    إيه الحلاوة دي! .. عجبني الكتاب طبعا واستمتعت جدا لأنه قريب للنفس وصادق كده وحقيقي. طبعا لاحظت هوامش كتير (ارقام قدام أجزاء معينة مشروحة ف الآخر). حسيتها زيادة ساعات زي المترجمين ف الأفلام لما حد يطلب فودكا ف المترجم يكتب تحت الترجمة سطر إضافي (الفودكا هي نوع من الخمور يتم تصنيعه من البطاطس) بس ف العموم الهوامش هتعرفك على ناس تستحق انك تقرا عنهم وتعرفهم. هتشوف حاجات انسانية كتير وجوانب ممكن ما كنتش تعرفها وهتبررلك تصرفات يمكن كنت متحفظ عليها. الكتاب هو الحقيقة كما تراها نوّارة وهي حقيقة مهمة لأنها صاحبة بيت مش ضيف. الكتاب مافيهوش اسرار يعني وفضايح انما فيه الحدوته كما يجب أن تكون في عفويتها وصدقها وتقديرها للجميع رغم الاختلاف.

    طبعا فيه كلام كتير ينفع يتقال بس هيحرق الكتاب للي ما قراش .. إن كنت وصلت لغاية هنا يبقى روح/روحي لقراءة النسخة المتاحة

    خالص تحياتي وشكرا للمتعة والمعرفة

    Facebook Twitter Link .
    13 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    في الوااااقعععع أنني دائما ما كنت معجبة بنوارة تعجبني صلابتها تتبنى رأيا ثم تدافع عنه إلى أخر الخط لكن بعد قراءة هذا الكتاب أحببتها كثيرا لقد ظهر أنه وراء هذه الصلابة هشاشة لم تخجل أن تعرضها لم تخجل من كونها إنسانة لم تخجل من أخطاء أبيها لقد تألمت معها وبكيت وابتسمت وشعرت شكرا يا نوارة لأنك شاركتينا خبيئتك الثمينة

    Facebook Twitter Link .
    7 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    لسة ما كلمتش قراية بس مش عارفة أسيبه من إيدي من إمبارح.

    كتاب رائع مكتوب بروح طفلة خفيفة الظل.

    هاكمله وارجع أكتب عنه تاني.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كتابة كالسهل الممتنع وتأريخ فريد من نوعه لمرحلة ثرية من تاريخ لن يتكرر..كتابة طازجة ومحترفة في آن..وزوايا تناول عميقة وشجاعة

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    جميل جداً أن كتبت بوست على صفحة علمية ويكون سبب فى ظهور كتاب جميل كده

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ممتازة

    من أجمل ما قرأت

    اشتراتها ورقي من معرض الكتاب ٢٠٢٣

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    «هذه قصة حب حقيقية منزهة عن الأغراض، منبهرة بالنسخة الإنسانية في أحلك ظروفها، دفع أبي ثمن قصة الحب هذه ودفعت معه ودفعت أختاي، وقد رأى أبي أن ذلك حسن»

    يقول علماء النفس أن المرء رهين الطريقة الأولى التي قُدم بها الحب إليه في العالم، تلك الطريقة ختمت مصيره للأبد، لإنها حددت كيف سيقدم الحب للعالم وكيف سيستقبله؟

    يصف الكتاب الشاعر نجم، باعتباره طفل ذكي ولد في فرع محزون من عائلة ثرية، عزوة خذلته، ليتم إيداعه في الملجأ تسعة أعوام، رغم وجود أمه، يقول فرويد أن الأعوام الأولى تُشكل وجدان الطفل للأبد، سيخرج نجم ليتخذ من الفقراء والمساكين عزوته، ليتخذ من الأولياء شخصية أبوية بديلة، شخصية حانية تمنحه المدد الذي لم تمنحه له عائلته، ليتخذ من شخصية السندباد الأسطورية عنوان لروحه، رحالة لا يستقر لإن إستقراره الأول كان في ملجأ لعين، فصار الخروج حُرية والكمون في مكان-أي مكان- سجن.

    رجل نحيل يُحب الإنسانية من كل قلبه، يُحب المعاني الكُبرى ويغرق فيها حتى لا تكاد ترى خصوصيته، يهيم بالفقراء والحُسين والسندباد، يحب أيقونات ومعانً جماعية بعيدة، يُقاربها بالشعر، لكن ماذا عن المعاني القريبة؟. رجل يهيم في حب العام، يُفني نفسه في الناس بصوفية مُحب لينسج منهم شعرًا، لكن ماذا عن الخاص؟. ماذا عن الصوفي خلوًا من طريقته وناسه ونُسكه وأصحابه؟ ماذا عن الزوج والأب والرجل بين أربعة جدران مُغلقة مع أسرة تخصه؟

    تُجيب نوارة نجم عن هذا السؤال، تقول أنها لا تحتكر نجم، تؤكد ذاتيتها مرارًا، هي تكتب بعيني إبنته، لا تكتب ما حدث بل ذاكرتها الشعورية عما حدث، تعترف أن وجدانها متورط بالكامل في صياغة المعاني، ورغم ما يوحي به عنوان الكتاب من هاجس المُحاكمة على طريقة كافكا، تؤكد نوارة أنها لا تملك الحياد أو الموضوعية لتكون إدعاء أو قاضً، كذلك لا تملك التراجيديا الكافية لتتحدث كضحية، بشجاعة إستمدتها من أديبات صادقات مثل أناييس ين، شجاعة تهمس لها أنها مؤتمنة على زاوية ومنظور لا يُشاركها أحد فيه، تمنحنا نوارة زاوية لا تتأتى إلا لها، لإنها إبنة رجل إحتل بحضوره المجال العام طويلًا، كلنا تلونا أشعار نجم، تمثلنا معانيه، أحببنا مٌشاغباته، وصدمتنا مُبالغاته، لكننا لم نراه أبدًا من زاوية الأب.

    أكثر ما يفتنني في الصدق أنه لا يمنحك دومًا النجاة أو المعنى الذي تتمنى أن تنسج منه قناع حكايتك، الصدق ضريبته ألا تنتظم معه السردية على معنى واحد، لإن تمثل المرء لصدقه سوف يدعو للحضور كل الفوضى بداخلنا، الحب، الكره، الخوف، الغضب، السكينة، مادمنا تمثلنا الصدق، لا مفر من دعوة كل عناصر الفوضى تلك لمائدة الحضور، لهذا أميز بسهولة السير الذاتية الصادقة من التجميلية أو سير الإدانة. وتلك السيرة كانت صادقة حد الحُزن والإلهام والهزل كذلك.

    مثلما تشكلت ذات نجم بغرابتها وجماليتها من طفولته القاسية، مثلما جعلته شاعرًا عبقريًا، جعلته كذلك أبًا سيئًا مثل السندباد يرحل دومًا في أشد أوقات الإحتياج له من بناته، لم يمنحه القدر منزلًا مُستقرًا ليمنحه لأطفاله، يبدو مثل رجل يهرب نحو حريته لكنه يفر كذلك من شياطين لا يعلمها أحد سواه. مُغرم بالحُسين الذي إفتدى العالم في سبيل الكلمة، ومات لأجلها، لكن ينسى كثيرون أن أسرة الحسين ومُقربيه هلكوا معه.

    (مش هاحتفل بذكراك خلي الناس اللي شربتني المر عشانهم يحتفلوا هما)

    تعبر نوارة في ذكراه الثالثة عن غضبها من كل ما هو عمومي، من المساحة التي أفنى أبيها نفسه فيها هاجرًا الخاص، هاجرًا أدوار لم يكن ليلعبها أحدًا سواه، يمكن أن ينوب شاعر عن نجم في حضور عام مثلما فعل الشعراء مرارًا في ندوات على شرفه لم يحضرها، لكن من ينوب عن أب غائب؟

    يتمثل نجم الحٌسين الذي أحبه في كل شيء، في نصرة المظلوم والمعنى والكلمة، وكذلك في تراجيديا رجل مات في أرض بعيدة، مات رحالة، يسير خلف معنى يأسره ويسير أهله والعالم خلفه لهاثًا.

    _

    يسير الكتاب بصدق خلف حقيقة أصحابه، في صفحات يبدو الأب بطلًا وفي أخرى يبدو نذلًا، في صفحات تبدو الأم ملاك حارس وربة شرسة تدفع عن إبنتها شر العالم وفي أخرى تبدو مثل أم مصرية أصيلة لم توفق و عاملت مواقف أحيانًا بطرق صنعت نُدبة للأبد في وجدان إبنتها، وعبر الصفحات يتشكل ببطء وجدان نوارة، تدرك أن الجميل والقبيح في حكايتها، جديلة تضفرت بالتساوي لتجعلها ما هي عليه.

    أجمل ما في الكتاب قدرة الراوي على إيجاد صوته الخاص، على إيجاد نوره بينما هو ولد في ظل أيقونات طاغية الحضور، رجل وامرأة كليهما يمتلك ذائقة سرد يصعب مُطاولتها، كليهما كتب عن نفسه مرارًا، وقدم نفسه للعالم ببلاغة يصعب مُطاولتها، لا تتورط الكاتبة في تقديم أبويها على منصة تكريم أو مُحاكمة إنما حسب تعبيرها

    «أظن أن كل ولد (بمعنى ذرية) عليه أن ينتزع حقه من والده شاء ذلك الوالد أم أبى»

    تقول نوارة أن أختها عفاف ماتت حُزنًا، تمسكت دومًا بسردية مؤثرة عن كل ما حُرمت منه، سردية أقرب للمُرثية، بينما أختها زينب ماتت حُزنًا وهي تمتلك دومًا الظن أن أبيها لم يُحبها بما يكفي. الظن الذي كان لعنة طالت بناته الثلاث، لذلك تختار نوارة أن تملك حقها من السرد، حقها في أن تُشكل سرديتها قبل أن تموت، كيف صارت ما هي عليه بحضور أبيها في عالمها وبغيابه عنه، تتحدث عن كل جمال مرره لها أبويها وكيف ستُمرره لأبنائها، وكل حزن مرره لها أبويها وكيف ستُعفي أبنائها منه؟ وهذا الإدراك العابر لكل جيل هو أجمل ما في الكتاب. لا تُخبرنا نوارة فقط عن الإرث الذي صنعها؟ لكنها تُخبرنا عن الإرث الذي ستُمرره لأبنائها، هذا الإخبار العابر هو كسر جمالي لدوائر التكرار، كسر جمالي لن يجعل فرويد سعيدًا :))

    محاولات التقديس أو الإدانة ما هي إلا دوران أبدي في الدوائر ذاتها، أنك أسير ما حدث، وما الشعور بالتقديس أو الكراهية إلا وقود لإكمال الدوران في دوائر الماضي دون فكاك، أما كسر الدائرة وعدم تصديرها لمن يأتي بعدك رهين أن ترى كل ما حدث من الخارج، أن تراه وقد صرت حُرًا منه، أن ترى أبويك كبشر وحسب، أبناء تجربتهم بحلوها ومُرها، يقول علماء النفس كذلك: أن تحررنا من كل جمال أو شر رهين إدراكنا، لكنه كذلك مسئوليتنا وحدنا. لا من منحونا الجمال والشر.

    هل ترى نجم سيئًا في النهاية؟ عظيمًا؟ إلهًا؟ صعلوكًا؟ شيطانًا؟ عدميًا؟ صوفيًا؟، تمنحنا نوارة الحل:

    «ماذا عسانا أن نفعل أمام هذه الكحولة؟ نحترم التجربة الانسانية أيًا كانت، فالإنسان في حد ذاته فردًا كان أو مجموعة، مخلوق جميل، مكافح، معذب، متفرد بين زملائه من الثدييات والفقريات والحيوانات بشكل عام»

    تؤكد فقط أنه كان كل ما سبق لكنه لم يكن سياسيًا أبدًا، السياسة فن تجميل الحقائق وتوحيد السردية وطرح الصدق جانبًا لصالح إتساق كاذب يُظهر وجهًا واحدًا من الملحمة أو المأساة، بينما هذا الكتاب يمنح أفراده كل تجلياتهم وأبعادهم، يؤنسن أصحابه، بما يُظهر جمالهم وعيوبهم.

    «نوارة دي أمي مش بنتي»

    تقول نوارة أن أبوها عاملها مثلما عامل أمه، كان يعشقها ويُقدسها لكنه كذلك كان يفر منها دومًا لإنها تخلت عنه وأودعته في الملجأ، ذلك التناقض سيُشكل حقيقته للأبد، سندباد شاعر يرتحل من بلد لآخر، لكنه يناقض نفسه ويتخذ زوجة وذرية في كل بلدة، يعلم أنه لن يستقر معهم، ويتركهم يحاولوا تشكيل حضوره من مأساة غيابه وفتات زياراته.

    كانت نوارة إمتداد لمأساته مع أمه، كان يُحبها ويتركها مرارًا، كذلك كل أخواتها.

    ربما هذا الكتاب هو جمالية مُكثفة تناقض ما سبق، تناقض أن يمنح أحدهم لشخص يُحبه دورًا لا يخصه، لا تحاول نوارة أبدًا أن تتحدث بلسان الآخرين، أن تُصادر على تجربتهم، لا تتقمص أصوات لا تخصها، لا تلعب دورًا لا تستحق أن تكونه، تُحب أبيها لكنها تقول بصدق كيف كانت مرآة لأمه، تُحب أمها لكنها تقول بصدق كيف حاولت أمها أن تجعلها نُسخة مما تؤمن به بالحجاب وبصور أخرى، تُحب أبويها لكنها تُسائل كل جزء في هويتها تشكل خوفًا و طمعًا في أن تكون مثلهم. تُحب أبويها لكنها تصارحنا أنها كانت تخاف السجن و تشعر بالخزي عندما يتجلى ضعفها الخاص بينما هي إبنة لمناضلين خبرا السجون جيدًا.

    لكنها ترينا في السرد كيف أن

    الضعف الإنساني

    هو عنوان الحكاية، يُمكن لنجم أن يواجه قنابل مسيلة وسجن وسلطات بحجم دولة كاملة لكنه يرتعد ويبكي خوفًا على إبنته دون أن يعرف كيف يُساعدها؟، يُمكن أن يحرر ملايين في ميدان ليتخذوا من أشعاره إنجيلهم الخاص لكنه لا يعرف كيف يتحرر أبدًا من حكاية قديمة لم ينال فيها الحُب الذي يستحقه؟.

    الصدق دومًا يُحرر كاتبه، لا يجعله أكثر جمالًا، لا يجعله أكثر وحشية، يجعله إنسانًا وحسب، ويمنح كل المرويين في السرد صك حُريتهم من توقعات الآخرين التي حاكموهم لها في كل وقت، وفي ذاك وحده يُمكن للكاتب أن يُجاوز سجون حكايته ليتأملها من الخارج، يدين لها بكل ما جعله ما هو عليه، ويؤمن أنه أخيرًا تجاوزها كفاية ليرويها بتمهل وسكينة، أو كما يقول توماس ميرتون:

    «أخيرًا ها أنا أصل إلى قناعة أن أقصى ما أطمح إليه هو أن أكون ما أنا عليه بالفعل فأنا لن أستطيع أبدًا أن أفي بالوعد الذي قطعته بأن أتجاوز ذاتي و أتفوق عليها ما لم أتقبل نفسي أولًا كما هي ، و لو إنني تقبلت نفسي قبولًا كاملًا على الوجه الصحيح فسأكون حينها قد تجاوزت نفسي و تفوقت عليها بالفعل»

    _

    تقول نوارة في مُبتدأ كتابها أنها تكتبه بوجدانها، لا تحتكر المرويين، ولا تتلو حقائق بل مشاعرها عن تلك الحقائق، تلك شروط كتابة الشعر كذلك، الشعر ذاتي وصادق بقدر صدق ألم صاحبه لا بقدر ما حدثت المرويةالتي تتناولها القصيدة، كتاب بديع يستحق القراءة كشعرية وإن لم يكن شعرًا، ربما لإنه حقق كل شروط الشعر أو كما قال نجيب سرور:

    الشعر مش بس شعر

    لو كان مقفي وفصيح

    الشعر لو هز قلبك وقلبي

    شعر بصحيح

    شكرًا على كتاب جميل هز القلب، ورحمة الله وسلامه على أحمد فؤاد نجم، وكل الراحلين اللي حضروا في الكتاب بطيف من جمال

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    هذا الكتاب عن الذكريات الحزينة، القاسية، الطريفة والعجيبة التي جمعت نوارة الانتصار بابيها الحاضر الغائب الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم.

    كتبت نوارة هذا الكتاب للتحرر من عبء الطفل الداخلي المتألم الذي ظل يعانى لسنوات من واقع ثقيل الظل عاشته طفلة بدأت أولى سنواتها تركض خلف أبيها في كل الاماكن التي يتردد عليها بحثاً عن بضع ساعات تقضيها معه، السجن، منزل قديم يعج بالاصدقاء الصالح منهم والطالح، ثم مراهقة احتاجت ابيها بشدة لمواجهة سيطرة الأم لكنها لم تجده، ومناضلة تم الزج بها في السجن ولم تعثر على الأب الداعم.

    العجيب والمثير للاحترام والتقدير أن من كان يحث دوماً نوارة على البحث عن أبيها والتقرب منه هي أمها وزوجته السابقه الكاتبة والناقدة الكبيرة صافي ناز كاظم.

    وهذا ما شكل نوارة وتجربتها، فهي الخليط الناتج عن التمازج بين طباع وأفكار و(لايف ستايل) مختلف بين أم منظمة ملتزمة منضبطة يخشاها الجميع ويمنع منعا باتاً مخاطبتها من دون الاستهلال بكلمة "حضرتك" وعلى الجهة الأخرى أب دائم التنقل والسفر كثير السُباب والشجار لا يحكم يومه اي نظام أو ترتيب.

    كامل الاحترام والتقدير لها كونها خرجت من عباءة الأم ولم يشكلها نمط حياة الأب بل كونت لنفسها حياة وأفكار تعلمت بعد وعي كامل وتجربة قاسية من أخطاء الاثنين ولم تعاود مأساتها مع أبنائها، اتفق معها في كل ما قالته في فصل "بابا يحيي الجمهور"

    كلمات نوارة عن والدها مشبعة بالحب غير المشروط بلا أي أنانية أو اعتمادية، حب الابنة للأب لكونه الأب الذي اختارته لها الحياة رغم تقصيره الدائم، لكن كان له لمسات حانية لا يقدمها أي أب لابنته.

    قصيدة "حضرة المتهم أبي" التي كتبها نجم كمقدمة ونهاية لمسلسل حمل نفس عنوان القصيدة كانت مستلهمة من معاناة ابنته نوارة التي لا تعلم لماذا جيء بها في حياة لا تجد فيها أب عادي كبقيه اقرانها، حياة مشحونة بالفقد والاعتقال لوالديها لمجرد قصيدة أو مقال رأي، بضع كلمات كانت كفيلة بتشتيت عائلة والتلاعب في اعصاب أبنائها.

    في حياتها كانت الأم حاضرة دوماً نمره شرسه قوية لكن الاب رغم سلاطة لسانه يحمل قلبا مرهفًا محب لابنته التي تتلمس خطوات التمرد على حياة فرضت عليها من أم قوية الشخصية.

    وعند الحديث عن الحب غير المشروط نرى عشق نجم لمصر رغم كل العذابات والحرمان والشقاء الذي أدمى قلبه من حبيبته لكنه لم يتخلى عن حبها يومًا، الوطنية الفطرية بلا أي مصالح أو مقابل من بلده.

    ‏تجربة إنسانية استثنائية مليئة بالبكاء والضحك والقهر، تستحق أن تُقرأ مراراً، لم أكن أقرأ مجرد كتاب عن قصة سيدة تحكي عن حياتها بين أم محافظة وأب بوهيمي، فقط بل كنت اقرأ مصر في حقبة زمنية وثقافية مفصلية شكلت جيل بتركيبة عجيبة متشابكة، أسلوب نوارة سلس خفيف الظل، ولا يُمل من حكاياتها.

    عند انتهائي من الكتاب شعرت بالوحشة وبفقد شخص عزيز جدًا علي ولا ابالغ إن قلت بكيت قليلاً، الله ينور عليكي يا نوارة.

    كتاب أتمنى من الجميع قراءته.

    اقتباسات: ‏

    ❞ كان يجب أن أوضح له أنني أحتاج إليه كأب لي، لكن لا أحتاج إليه كزوج لأمي، ولا أحتاج إلى حضور شجار متوقع بسبب تباين الطباع وأسلوب الحياة❝

    ❞ أبي لا يغضب من الناس حين يقومون ببعض النذالات حين أسأله لماذا لم يأخذ موقفًا حادًّا من فلان الذي أساء إليه، يجيب قائلًا: ‫ ـ ما أنا يعني مش النبي محمد، ما أكيد عملت حاجات في ناس وأحب إنهم يسامحوني، وأحب إن ربنا يسامحني❝

    ❞ الحجاب شكل من أشكال إحكام السيطرة على المرأة، وإشعارها بأنها عيب وعار وعورة، وذلك يحافظ على التراتبية الاجتماعية، فالرجل على رأس الهرم، والمرأة تتبعه، لأنها عورة وهو ملزم «بسترها» وحين تقوم امرأة بخلع الحجاب، فإن ذلك قد «يجرِّئ» بعض النساء ❝

    ❞ المسلمون والمسيحيون واليهود والبوذيون والهاجع والصاحي والنائم على صرصور ودنه يبكون، خصوصًا وهم أطفال، وبالتحديد حين يُلقى القبض على أمهاتهم في الفجر! ❝

    ‏❞ وعلى فكرة، «لا نكد في طاعة الله»! وما دام الإنسان أصابه النكد من حمل نفسه على ما يكره، فهذه ليست طاعة يا ماما. وطظ في الناس، أيًّا كان عددهم، وما يكرهون وما يحبون، في مقابل مشاعر ابنتك يا بابا❝

    ❞ أجمل بلد على وجه الأرض لمن لا يقل دخله عن خمسين ألف جنيه في الشهر، لكنها بلد العناء والشقاء للأقل فالأقل فالأقل، وبلد الجحيم للفقراء الذين لا يذكرهم أحد إلا حين يأتي فرد منهم بأفحش الأفعال فينهال عليه الناس سبابًا وتوبيخًا ولومًا ومطالبة بإعدامه في ميدان عام، حتى يعيش «محبو مسر» في أمان❝

    ❞ لازم…

    ‫ لا بد…

    ‫ أن تحمل مشاعر تجاه وطن. أمَّال هتقعد صايع كده؟ ❝

    #وانت_السبب_يابا_الفاجومي_وأنا

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    انا متعود كل شهر اعمل حصاد للكتب اللي قريتها بس الحقيقه المشاعر الحلوة اللي عشتها مع الكتاب ده اليومين اللي فاتوا خليتني مش قادر انتظر لحد ما اكتب عنه في حصادي الشخصي الشهري للافلام والكتب

    الكتاب عن الإنسان والشاعر المصري الأصيل الحقيقي احمد فؤاد نجم لكن بعين بنته وهي طفلة،، وهي بنت مراهقة،، وهي شابه وزوجة،،

    الكتاب قريته على منصة أبجد وعدد صفحاته 477 خلصته ازاي في حوالي ست ساعات مش عارف بس للتوثيق دي اسرع مرة اخلص فيها كتاب بعدد الصفحات دي،،، لكن يجوز حبا في عم احمد ورغبة في معرفة تفاصيله وكواليس حياته من بنته،،، ويمكن كمان للبساطة واللغة السهلة اللي حكت بيها نوارة كأنها أختك اللي بتحكي لك عن الأب الروحي اللي كنت مسافر ماعشتش معاه لكن بعد وفاته جمعك لقاء بأختك واستضافتك عندها ليله وقعدتوا على الكنبة وقالت لك بص بقى يا سيدي بابا كان....

    انا عرفت عم احمد كويس بعد الكلية في 2007 تقريباً قبلها كنت بسمع عنه اقرا له حاجه صدفة لكن ماكنتش اعرف قيمته ولا احفظ اغاني الشيخ امام واشعاره.. وقابلته مره قدام بيته في المقطم وقتها كنت ساكن هناك وعايش ايام توهه صعبة وفي ليله كنت راجع للبيت حزين بفكر في المستقبل المجهول وكانت الساعة تقريباً واحدة او اتنين بعد نص الليل.. لقيت عم احمد واقف يحكي مع واحد راكب عربية تقريباً مرسيدس فرحت جدا ونسيت حزني وفضلت واقف مستنيه يخلص كلام وبعد ما الراجل سلم عليه ومشي وقبل ما يدخل بيته ناديت عليه قلت له عم احمد قال ايوه كنت عايز اسلم عليك وبعد السلام بود ومحبة سألني اسمي وانت منين؟ وطلبت منه اقعد معاه قاللي اليومين دول مشغول في تصوير البرنامج بتاعي في دريم وابقي اسأل عني فلان الحلاق تقريبا او القهوجي، وهو يقولك إن كنت موجود وفاضي اطلع لي تنورني.. وحبيته اكتر بعد اللقاء ده والحقيقة للاسف ماطمعتش اني ألح في تحقيق رغبتي في القعدة معاه عشان ماتحصلش حاجه تزعلني لأن مشاهير كتير كرهتهم لما اتعاملت معاهم في الحقيقة.. واكتفيت باني نولت سعادة السلام عليه وطبطبت ايده على كتفي ومعاملته الطيبة ومشيت.. وحكيت الموقف ده قدام حد من قريتي في المنيا فقالي انا بقى كنت شغال معاه او مع حد بيزوره مش فاكر وكان بيحضر معاه سهرات فوق السطوح وحكى لي مواقف كتير عن طيبة وكرم عم احمد معاه..

    وعرفت قيمة عم احمد اكتر من خلال اغاني الشيخ امام واللي كانوا الشباب بيغنوها في الميدان ايام ال18 يوم قبل تنحي مبارك.. وبعدها بقيت اتابع اي لقاء يظهر فيه عم احمد..

    في الميدان شفت نوارة وكنت تقريباً اول مره اعرفها لقيت واحده بتتخانق وعصبية جدا وانا مش بحب الناس العصبية مع اني كنت عصبي جدا بس قربت منها وحاولت اهديها انا وناس كتير ماعرفتش وسكت.. وبعدين عرفت امها الكاتبة صافي ناز كاظم والحقيقة عرفتها بمواقف لها كانت كلها بالنسبة لي مش حلوة ومش عاجبني اراءها ولا طريقتها في الكلام..

    لكن كتاب نوارة عرفني على الاستاذه صافي ناز كإنسانة ومناضلة وأم ف تعاطفت معاها جدا وبسبب دراستي لعلم النفس فسرت كتير من اراءها ومشاعرها وطريقتها وعصبيتها لحاجات كتير مرت بيها في حياتها واحترمت تجربتها الانسانية خاصة كأم واتمنى أقرأ مذكراتها او أقرأ عنها بعين نوارة..

    حتى نوارة الكتاب ده عرفني عليها اكتر وعلى خفة دمها وعلى حاجات كتيره صعبه عاشتها وشكلتها.. الحمدلله انها كتبت عنها بالنضج ده وبعد فهم وتسامح وتصالح مع النفس ومع ابوها وامها ومع الحياة عموما لدرجة خلتني اشوف إن مش مهم قسوة الحياة وصعوبتها واننا نحظى بحياة مش طبيعية وعكس احلامنا المهم في النهاية هنشوفها ازاي ونحكيها ازاي ونرضى اننا كنا مختلفين وحياتنا مختلفة وعشناها وقدرنا نتحملها..

    أما عم احمد بالطريقة البسيطة اللي حكت بيها نوارة حتى خناقاته معاها ومع الست ام زينب وأم نوارة الست صافي ناز ورغم إن المواقف حسيت انها قليلة او انا ماشبعتش منها ومن طمعي قلت نوارة اختارت مواقف معينة ولازم تحكي اكتر مع انها اوجزت لكن الدايرة اكتملت يا أم فاطمة وكشفتي جوانب كتير حلوة لخصت جمال وتفرد مولانا وابونا وعمنا احمد.. وبشكرك على الكتاب ده لأنه خلاني بكيت وضحكت وحسيت مشاعر كتير حلوة،، وحبيت عم احمد اكتر وقربت منه اكتر ومن شخصيته الفريدة وتركيبته العجيبة الغريبة.

    سلام ومحبة لروحك الجميلة يا عم احمد وعقبال ما نقرا عنك من حكايات حفيدتك فاطمة واسرار حكيتها امها وجدتها ولم تنشر من قبل ❤❤

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    يمكن اعتبار هذا الكتاب «سردية درامية " فهو خليط مثير من الذكريات الطريفة والقاسية والعجيبة في آنٍ واحد، تسردها الكاتبة نوارة نجم، عن والدها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم.

    استطاعت نوارة أن تفتح لنا عالما جديدا عن الشاعر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس. وذلك من خلال المقاربة بين الصورة العائلية والإنسانية لنجم وبين صورته كشاعر كبير، مع إلقاء الضوء على التباينات التي ظهرت مبكرا في حياة الكاتبة، ما بين العالم المرتب والمحسوب للأم الكاتبة صافي ناز كاظم، وبين عشوائية وعفوية عالم أحمد فؤاد نجم

    فقد قامت بحشد أكبر قدر من التفاصيل الإنسانية والمشاعر الدافئة الحميمية، حكايات اتسمت بالصدق والبساطة والعمق الشديد في آن واحد، ليكون أشبه ما يكون بسردية ترصد مجموعة من المشاهد الإنسانية التي تعكس تجارب عميقة لكل من ظهر في الكتاب.

    يشعر القارئ بمجرد الانغماس في الكتاب، أنه أمام محاولة شديدة الصدق للبوح والتحرر من آلام الذكريات التي تثقل الروح، مع اللجوء أحيانا إلى العتاب الحميمي بين الابنة وأبيها، الذي سرعان ما يتحول إلى محاولة ناجحة للتخلص من ألم أو غصة ومرارة في حلق الابنة، جرى إفراغها على الورق، قبل أن نصل إلى يقين تام بمدى خصوصية العلاقة بين نوارة ووالدها وتفرد تلك العلاقة بكل ما شابها من شروخ.

    لقد قامت نوارة بتفكيك وتشريح العلاقة بينها وبين أبيها لتحرر نفسها، مثلما قامت بفض الاشتباك بين صورة نجم العائلية وبين صورته كشاعر، ثم حاولت المصالحة مع الصورتين، ومصالحة أيضا مع ذاتها الحائرة بين سلوكه كشاعر، وضعفه وفوضويته كإنسان.

    أظهر الكتاب أن الدافع المحرك لنوارة هو احتياجها إلى والدها، وإلى حث والدتها صافيناز كاظم لها على الدوام على أن تبحث عنه، في منزل قديم يزدحم بأصدقاء نجم، في السجن، في أماكن كان يهرب إليها، إلا أن محاولاتها في الطفولة والمراهقة كانت تنتهي إلى عدم توفيق في بلوغ المراد من حيث الحصول على دعم الأب ودوره المؤثر.

    ووسط ذلك لا تنسى نوارة أن تعيد تذكير القارئ بالكلمات التي تدل على حالة من العشق غير المشروط بين فتاة ووالدها، وإن شاب وجوده التقصير بعض الشيء، ولكنه احتفظ بلمسات حانية ودروس وغرس لقيم وذكريات لا يقدمها أي أب لابنته، حيث كان يحمل نجم قلبا مرهفًا محب لنوارة دون شك، لتكتمل تجربة إنسانية وثرية، تجذب القارئ بمجرد مطالعة غلاف الكتاب.

    استخدمت الكاتبة أسلوبا سرديا متدفقا غلب عليه ـ"العامية السلسة"، واختارت ما يناسب الموافق من أبيات شعرية بديعة من أعمال الشاعر أحمد فؤاد نجم فاستطاعت أن توصل للقارئ كل ما تريد عن معاني الثورة والحب والوطن بشكل رائع ومؤثر.

    أظهر الكتاب أن عددا من التناقضات التي كانت تظهر بوضوح بين نوارة ووالدها، لم تكن فقط تلك الفروق الفردية الإنسانية بسبب الظروف والتفاعلات العائلية، وإنما هي مرآة لتناقضات شكلت فجوة بين الأجيال التي عانت من تحولات وتفاعلات سياسية واجتماعية وثقافية مصرية صعبة وقاسية، وذلك كله بأسلوب لم يخل من السخرية الواضحة في أسلوب الكاتبة.

    هدفه التحرر من أعباء ذاتية لدى نوارة بخصوص والدها، الذي لم يفقد صورته أبدا كشاعر فذ وعملاق، أرادت ابنته أن تعقد على الورق مصالحة مع الماضي، وأبرز رموزه وأيقوناته في ذهنها، أحمد فؤاد نجم الواد والشاعر الكبير.

    وأخيرا: هو كتاب شيق، ما إن تبدأ في قراءته، لن تتوقف الا بعد الانتهاء منه .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1 2 3 4 5 6 ... 36